تمهيد للتطبيع.. هل يبدأ مخطط التطبيع بين الاحتلال والرياض بفتح الأجواء السعودية؟

 

تعتزم السعودية فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، وذلك في إطار “صفقة” أميركية – إسرائيلية – سعودية تنتهي بتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، ومن شأنها أن تحدث “تغييرا دراماتيكيا في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط” بحسب ما جاء في تقرير أوردته صحيفة “يسرائيل هيوم”.

وذكرت الصحيفة أن فتح المجال الجوي السعودي أمام الخطوط الجوية الإسرائيلية سيكون “بشكل جارف”، على حد تعبيرها، وسيشكل “بشرى فورية للإسرائيليين ولشركات الطيران الإسرائيلية”، الأمر الذي قد يؤدي إلى “تقصير مدة الرحلات بين إسرائيل ومجموعة من الوجهات في الشرق الأقصى، وتقلل بشكل كبير من أسعار الرحلات”.

علما بأن الأجواء السعودية مفتوحة بالفعل أمام الرحلات الإسرائيلية إلى كل من الإمارات والبحرين فقط، كجزء من اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم “اتفاقيات أبراهام”، كذلك تملك شركة الطيران الهندية “إيير إنديا” تصريحًا خاصًا لعبور رحلاتها من وإلى إسرائيل من الأجواء السعودية.

ولفت التقرير إلى أن إسرائيل تطالب السعودية كذلك بالسماح بتسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب والرياض تقل حجاج من فلسطينيي الـ48، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه “من غير الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان السعوديون مستعدون للاستجابة لهذا الطلب أم أنه سيتم تأجيله إلى مرحلة أكثر تقدمًا في عملية التطبيع بين الدولتين”.

ومقابل هذه الخطوات السعودية، بحسب التقرير، “ستمنح إسرائيل، ضوءًا أخضر لنقل السيادة الكاملة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية”، وذكرت الصحيفة أنه “رغم أن الجزيرتين غير مأهولتين، إلا أنهما تتمتعان بأهمية إستراتيجية لأنهما تسيطران على الملاحة إلى ميناء إيلات”.

وتسعى مصر لنقل سيادة الجزيرتين إلى السعودية مقابل الحصول على دعم اقتصادي، إلا أن القاهرة لا تستطيع فعل ذلك لأنها “استعادت الجزيرتين من خلال معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية (كامب ديفد)، والتي تلزم مصر، بحسب التقرير، الحصول على موافقة إسرائيلية لنقل الجزيرتين لدولة ثالثة”.

وأكدت الصحيفة أن “هذه العملية برمتها تجري بوساطة الإدارة الأميركية، المعنية بدورها برفع معدل إنتاج النفط السعودي من أجل خفض أسعاره في الأسواق العالمية، التي ارتفعت بعد فرض حظر على النفط والغاز الروسيين في أعقاب الحرب في أوكرانيا”.

وشدد التقرير على أن “المحرك الرئيسي لهذه الخطوة داخل السعودية هو ولي العهد، محمد بن سلمان، لكنه في هذه المرحلة لا يستطيع ‘المضي حتى النهاية‘ وإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل، في مواجهة معارضة والده الملك سلمان”، الذي وصفته الصحيفة بـ”المحافظ والمتصلب”.

وأشار التقرير إلى “مشكلة” تكمن في فتور في العلاقات بين واشنطن والرياض على خلفية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2018؛ فيما أشارت إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيزور السعودية قريبا وسيصافح بن سلمان علنا، علما بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية حملته مسؤولية إصدار أمر اغتيال خاشقجي.

وختمت الصحيفة بالقول إن الاتصالات بين تل أبيب والرياض وواشنطن بلغت مراحلها المتقدمة للغاية، رغم أن الأطراف لم تتوصل بعد إلى تفاهمات نهائية بشأن التفاصيل. معتبرة أن “تأجيل زيارة بايدن التي كانت مقررة إلى المنطقة في نهاية حزيران/ يونيو، مرتبط بالرغبة الأميركية في التوصل إلى اتفاق شامل وبعيد المدى بين الدول الثلاث، وعندها فقط سيقوم بايدن بـ”جولة النصر” الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى