كيف يسعى الكونجرس الأمريكي في تبييض صورة نظام الاحتلال الإسرائيلي؟

 

أدانت حركة المقاطعة تواطؤ وفد الكونجرس الأمريكي في تبييض نظام الاحتلال العسكري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري. والتقى رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الخميس الماضي، بوفد ديمقراطي من الكونغرس الأمريكي برئاسة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي.

وقالت حركة المقاطعة إن “الوفد الديمقراطي الحالي، المصمم لتبييض نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في أعقاب تصنيف منظمة العفو الدولية لإسرائيل كدولة فصل عنصري، يتجاوز خط اعتصام المقاطعة الفلسطيني السلمي ويضر بكفاحنا من أجل الحرية والعدالة والمساواة.”. وفي السياق، تنشط منظمات أمريكية صهيونية مشتركة لاستعادة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية المتضررة في الآونة الأخيرة، وذلك وسط المخاوف من الخسارة التدريجية للحزب الديمقراطي، وهذا النشاط بهدف إعادة تسويق صورة دولة الاحتلال لدى الرأي العام الأمريكي.

وتركز تلك المنظمات على تغيير نظرة المجتمع الأمريكي السلبية تجاه المستوطنات، وحث أعضاء الكونغرس للعمل لصالحها، ومن أجل ذلك تنشط لجلب المشرعين الأمريكيين إلى الضفة الغربية المحتلة، لزيارة المستوطنات والتعرف عليها . وتعتبر المنظمة المسيحية Exposure USIEA، واحدة من المنظمات الأمريكية الناشطة في مجال ترميم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتي مرت بمراحل قاسية من التدهور في السنوات الأخيرة، وهي تعمل بجانب المنظمات الكبيرة مثل اللوبي المؤيد لإسرائيل، AIPAC أو المنظمة الإنجيلية الرائدة CUFI “المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل”، وأصبحت المنظمة الجديدة العاملة في ولاية ألاباما لاعباً رئيسياً في جوهر العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

وكشف تقرير على موقع “زمن إسرائيل”، أنه “على مدى العقد الماضي، جلبت USIEA أعضاء بارزين في الكونجرس لزيارة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والعمل معهم لجمع مئات الملايين من الدولارات من التمويل الأمريكي من أجل منظومة القبة الحديدية، حتى إنها حظيت بإشادة رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو، الذي بعث برسالة للمنظمة لشكرها على تشجيعها لزيارات أعضاء الكونغرس، لأنها تزيد من فهمهم العميق للقضايا المعقدة التي تواجه “إسرائيل” في المنطقة”. ويذكر أنه قد توقع السناتور الجمهوري، من ولاية فلوريدا، ريك سكوت، أنه إذا استعاد الجمهوريون مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين في الانتخابات النصفية عام 2022 ، فسيكون الكونجرس لأول مرة قادرًا على تمرير تشريع يستهدف حركة المقاطعة.

في حين أن عشرات الولايات الأميركية أقرت قوانينها الخاصة ضد حركة المقاطعة، فإن التشريعات على المستوى الفيدرالي تعطلت بسبب اعتراضات من الديمقراطيين وحتى بعض المنظمات اليهودية التي تقول إن ذلك أمرًا مفرطًا ويتعدى على حقوق حرية التعبير. وقال سكوت في مقابلة صحفية بالشراكة مع السناتور، من ولاية تكساس، تيد كروز: “في حال إعادة سيطرتنا على مجلسي النواب والشيوخ العام المقبل، فسيكون بإمكاننا للمرة الأولى تمرير قانون ضد حركة المقاطعة”.

بذات الوقت، اعترف سكوت بأنه غير متأكد مما إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن سيوقع تشريعًا مناهضًا للمقاطعة، حتى لو نجح الجمهوريون في تمريره من خلال الكونجرس بعد منتصف المدة لعام 2022. ويشار إلى أنه تسعى مجموعة من الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي إلى توجيه اللوم إلى النواب إلهان عمر، ورشيدة طليب، وإسكندريا أوكاسيو كورتيز، وأيانا بريسلي لما وصفوه بـ “الدفاع عن المنظمات الإرهابية والتحريض على الهجمات المعادية للسامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.

وجه الجمهوريون هذا الاتهام في قرار اليوم الاثنين، مستشهدين بالتعليقات العديدة التي أدلى بها النواب الأربعة خلال فترة وجودهم في المنصب والتي انتقدوا فيها “إسرائيل”. وجاء هذا التحرك بسبب الجدل الذي اندلع الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مع وزير الخارجية أنطوني بلينكين ، حيث شددت عمر على أهمية العدالة والمحاسبة في مواجهة جرائم الحرب – سواء ارتكبت من قبل “الولايات المتحدة أو حماس أو “إسرائيل” أو أفغانستان أو طالبان “.

جاءت تعليقات عمر، التي شاركتها عبر تويتر، أثناء استجواب بلينكين حول تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم المزعومة التي ارتكبتها طالبان والولايات المتحدة في أفغانستان، وكذلك تحقيقها في “إسرائيل” وغزة. في قرار بقيادة النواب مايك والتز، وجيم بانكس، وكلوديا تيني، أدرج الجمهوريون سلسلة من التصريحات الأخرى التي أدلت بها كل واحدة من أعضاء الكونجرس الأربع – المعروفين باسم “الفرقة” – والتي انتقدت فيها عضوات الكونغرس سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى