كيف تناولت أشهر الصحف العالمية جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة؟

 

تفاعل العالم أجمع مع جريمة اغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال أثناء عملية اقتحام لمدينة جنين، إذ صدحت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالخبر المفجع، ليتصدر وسم #شيرين_أبو_عاقلة الترند العالمي .

ومن ناحيتها، تفاعلت وسائل الإعلام العالمية مع خبر اغتيال الصحفية، وجاء فيها:

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالًا للكاتب داوود كتاب، يتناول فيه مجريات استشهاد أبو عاقلة، وجاء بعنوان “صحفي فلسطيني آخر يقتل أثناء عمله”. ويقول فيه: “عندما انطلقت شيرين أبو عاقلة في وقت مبكر من يوم الأربعاء لتغطية الأوضاع في مدينة جنين بالضفة الغربية، اعتقدت أنها محمية بشكل جيد، حيث لم تكن مجهزة فقط بخوذة وسترة واقية من الرصاص (مميزة بأحرف تظهر بشكل واضح كلمة “صحافة” باللون الأبيض الناصع)، بل أنها حصلت أيضًا على اعتماد من السلطات الإسرائيلية، ما يعني أنها مؤهلة تمامًا لأداء وظيفتها كمراسل شبكة الجزيرة القطرية في الضفة الغربية”.

وسرد الكاتب أنه أثناء قيام أبو عاقلة بعملها: “أصابتها رصاصة تحت أذنها – مكان مكشوف من الخوذة- ما يوحي بإطلاق رصاصة مستهدفة من قناص.. من الواضح أن وجود كاميرات الصحافيين لتوثيق ما كان يوشك جيش الاحتلال على القيام به لم يكن جزءًا من خططهم”. وتطرق الكاتب في تقريره إلى سجل دولة الاحتلال الإجرامي بحق الصحفيين الفلسطينيين. ومن ناحية أخرى، وصف الشهيدة أبو عاقلة بـ “صوتها كان قويًا هادئًا.. كانت حريصة على تقديم الحقائق وتجنب الشائعات والقصص التي لا أساس لها”.

 وختم تقريره قائلًا: “أثار خبر مقتلها الغضب في جميع أنحاء المنطقة، إذ نشأ الملايين من العرب وهم يشاهدون تقاريرها، وهي تحظى بالاحترام والتقدير من قبل الكثيرين بسبب مهنيتها، ترك موتها فجوة كبيرة للكثيرين.. سنفتقدها”.

وفي تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” نشر عن اغتيال الشهيدة أبو عاقلة، بعنوان “الفلسطينيون يرفضون طلبًا إسرائيليًا بفحص الرصاصة التي قتلت صحفية الجزيرة”. وبدأت الصحيفة تقريرها بتناول رفض السلطة الفلسطينية طلب الاحتلال بإجراء تحقيق مشترك حول مصدر الرصاصة التي اغتالت أبو عاقلة، وجاء فيه أيضًا: “قالت إسرائيل إنها تحقق في إنه من الممكن أن تكون النيران الإسرائيلية هي المسؤولة عن قتلها”.

فيما نقلت الصحيفة في تقريرها عن مسؤول إسرائيلي، أنه كان لجنود الاحتلال مجال واضح للرؤية، قائلًا: “ربما ارتطمت بأرض أو حائط وأصابت شيرين”، وأشار التقرير نقلًا عن مصادر من الاحتلال أن “جيش الاحتلال قد حدد عملية إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي –ربما- تسببت بمقتل عاقلة”. وتناولت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، تفاصيل تشييع جثمان الشهيدة أبو عاقلة، بتقرير حمل عنوان: “شيرين أبو عاقلة: الآلاف يشاركون في التشييع الرسمي بالضفة الغربية”.

وبينت الصحيفة تكريم آلاف الفلسطينيين للشهيدة أبو عاقلة من خلال تشييع رسمي أقامته الدولة الفلسطينية لها في مقر الرئاسة بمدينة رام الله. ونقلت الصحيفة عن المنتج في قناة الجزيرة، على السمودي، من على فراش المستشفى، والذي  أصيب برصاص الاحتلال في الظهر: “لم يكن هناك أي مسلحون، أو مدنيون، ولا شيء، فقط جنود الاحتلال والصحافة.. كان هناك العديد من الرصاصات، وبعد أن أصبت وقتلت شيرين، استمروا في إطلاق النار”.

ومن ناحية أخرى، تناولت الصحيفة تراجع الاحتلال عن مزاعمه حول حقيقة إطلاق الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة. وختمت الصحيفة تقريرها بما جاء في كلمة الرئيس محمود عباس في رثاء الشهيدة أبو عاقلة، والتي أعلن فيها رفض الحكومة الفلسطينية إجراء تحقيق مشترك مع الاحتلال، والذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية لكشف الحقيقة.

“صحفية الجزيرة المقتولة كانت أيقونة للتغطية الفلسطينية”.. هكذا عنونت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية تقريرها حول استشهاد أبو عاقلة، وتقول الصحيفة: “تحظى مراسلة الجزيرة المخضرمة التي قتلت يوم الأربعاء خلال غارة إسرائيلية في الضفة الغربية باحترام كبير في الشرق الأوسط، وعرفت بتغطيتها المستمرة لملايين المشاهدين”.

وأضافت الصحيفة، بأن أبو عاقلة كانت: “اسمًا مألوفًا ومرادفًا لتغطية الجزيرة للحياة تحت الاحتلال في الأراضي الفلسطينية خلال عقدين من الزمن”. فيما جاء في تقرير سابق لها: “صدمة كبرى وموجة من الحزن اجتاحت العالم لاستهداف شيرين أبو عاقلة”، وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى بيانات التنديد باستهداف صحفية بارزة أثناء تغطيتها المهنية.

قالت صحيفة “دوتشيه فيلي” الألمانية  في تقرير لها بعنوان “الغضب يتصاعد على مقتل صحفية الجزيرة”، إن استشهاد أبو عاقلة “أثار الصدمة في جميع أنحاء المنطقة”. فيما تناول التقرير تأبين الشهيدة الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، والدعوات المتزايدة لإجراء تحقيق مستقل في وفاة أبو عاقلة. من ناحية أخرى، ركز تقرير الصحيفة بشكل كبير على نقل وجهة النظر الإسرائيلية، فيما يخص نفي المسؤولية عن استشهاد أبو عاقلة، وإجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى