نضال المغاربة ضد التطبيع مستمر
يستمر الشعب المغربي في نضاله ضد التطبيع الذي يمارسة نظام المخزن، بالرغم من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة
تظاهر صحفيون مغاربة أمام البرلمان في العاصمة الرباط، مساء السبت، احتجاجًا على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لنحو 168 صحفيًا في غزة منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي. ورفع المتظاهرون لافتات تدين القتل الممنهج الذي يتعرض له الإعلاميون الفلسطينيون، كما استنكروا في هتافاتهم السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة والحد من قدرة الصحفيين على توثيق المجازر الإسرائيلية.
الوقفة الاحتجاجية التي نظمها “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني”، ورفعت شعار “168 شهيد الكلمة الحرة.. غزة حرب إبادة جماعية للصحفيين الفلسطينيين”، حيث طالب المتظاهرون بإسقاط التطبيع بين المغرب و”إسرائيل”.
وقال الصحافي صلاح الدين لمعيزي، من ائتلاف “إعلاميون مغاربة ضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ومن أجل فلسطين”، إن “الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق استمرار التقتيل بحق الشعب الفلسطيني وبحق زملائنا الصحافيين الذين اغتال جيش الاحتلال الصهيوني منهم 168 شهيداً كان سلاحهم الكاميرا والميكروفون والقلم”.
ولفت إلى أن الوقفة الاحتجاجية تأتي بالتزامن مع “تسجيل تحركات للصهاينة في المغرب ومحاولات لتسويق صورة زائفة عنهم داخل المجتمع المغربي”، موضحاً أن “عدداً من المنابر الإعلامية والصحافيين يحاولون التقرب من ممثلي الكيان الصهيوني بالمغرب، وهو أمر نرفضه جملة وتفصيلاً، ونعتبر أن التطبيع الإعلامي مع الكيان جريمة بحق الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية”، مضيفاً: “لذلك نحذر زملاءنا وزميلاتنا من خطر الوقوع في فخ مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، وندعو الهيئات المهنية إلى شجب كل محاولات التطبيع الإعلامي”.
من جهة أخرى، اعتبر لمعيزي أن وقفة اليوم مناسبة جديدة لاستنكار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق الصحافيين في قطاع غزة وفي عموم فلسطين، وإدانة لاغتيال الاحتلال لأصوات الحقيقة، والتي كان آخرها اغتيال إسماعيل الغول مراسل الجزيرة والمصور رامي الريفي في يوليو/تموز الماضي. ودعا المتحدث المؤسسات الإعلامية والصحافيين المغاربة إلى “تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني وفضح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقه، وكذلك التصدي بحزم لكل اختراق صهيوني للفضاء الإعلامي والرقمي المغربي”.
إلى ذلك، عبر “إعلاميون مغاربة ضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ومن أجل فلسطين”، في بيان لهم، عن قلقهم الشديد “من تحركات نائب مسؤول مكتب اتصال الاحتلال الذي حل حديثاً بالرباط، الذي يحاول استقطاب صحافيين مغاربة لخدمة الأجندة الصهيونية في المنطقة، وتبييض صورة الكيان التي أصبح واضحاً للعالم مدى قتامتها بما يرتكبه من مجازر بشعة وجرائم منذ أكتوبر 2023، وقبل ذلك بدءاً من مأساة النكبة عام 1948”. كما حذروا من “خطأ الوقوع في فخ مكتب اتصال الاحتلال بالرباط وتجريدهم من إنسانيتهم وتلطيخ أيديهم بدماء الأطفال والأبرياء”، و”من خطر الاختراق الصهيوني لوعي المجتمع المغربي عن طريق الإعلام والثقافة والتعليم، أمام أنظار الدولة والنخب والهيئات السياسية والحقوقية والإعلامية”.
كذلك دعوا النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى “الضرب بيد من حديد على كل من يمارس الدعاية السياسية للاحتلال ويزكي جرائمه، من خلال سحب عضوية وصفة انتمائهم إليها انسجاماً مع مواقفها التاريخية الرافضة لأي تواصل إعلامي مع الإسرائيليين”، مطالبين “بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب ومعه مكاتب تلفزيونهم في كل من الرباط ومراكش”.
من جهة أخرى، دان الصحافيون المشاركون في الوقفة الجرائم والاغتيالات المتواصلة التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الصحافيين في غزة وكل فلسطين، مؤكدين تضامنهم المطلق مع الجسم الإعلامي الفلسطيني ومع شبكة الجزيرة الإعلامية التي فقدت ما لا يقل عن سبعة صحافيين وعاملين فيها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.