لماذا يستمر التعاون العسكري بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي رغم الحرب على غزة؟
تستمر العلاقات العسكرية بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، رغم حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ أكثر من 9 أشهر على قطاع غزة.
قامت شركة الصناعات الجوية للاحتلال الإسرائيلي بالتعاقد مع المغرب لتزويده بقمر صناعي للاستخبارات العسكرية في صفقة بلغت قيمتها مليار دولار، في ظل حالة احتقان في الشارع العربي من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي على غزة من السابع من أكتوبر، ومطالبات مستمرة بالمقاطعة.
طبقا لوسائل إعلام مغربية وعبرية أبرمت الشركة المملوكة لحكومة الاحتلال الاسرائيلي، الثلاثاء عقدا بقيمة مليار دولار لتوريد أحد أنظمتها إلى طرف ثالث لم تحدده.
كذلك زار رئيس شركة الصناعات الجوية، وزير حرب الاحتلال السابق عامير بيريتس، المغرب عبر إحدى الدول الأوروبية في الأيام الأخيرة لتوقيع الصفقة التي تم الاحتفاظ بسرها حتى اكتشفت أمر الصفقة، حيث حافظت الشركة التابعة للاحتلال الإسرائيلي على سرية الصفقة، حيث أبلغت بورصة تل أبيب الثلاثاء 3 تموز / يوليو 2024 بعقد وقعته مع طرف غير معلن، يتضمن دفعات مالية تعتمد على الامتثال لشروط محددة على مدى فترة تقارب الخمس سنوات، ولم تحدد إعلانات البورصة طبيعة العقد.
فيما اتفقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمغرب على الصفقة بالفعل في نهاية عام 2023 وتم التوقيع عليها في الأيام القليلة الماضية، بحيث سيتم تسليم القمر الصناعي في غضون خمس سنوات وسيحل محل القمرين أقمار إيرباص الصناعية التي يستخدمها المغرب حاليا “محمد السادس-أ ومحمد السادس-ب “.
جدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي والمغرب أقرا في 2021 اتفاقية دفاع تغطي الاستخبارات والتعاون في الصناعات والمشتريات العسكرية، ولكن في خضم الحرب في غزة، واصل الشعب العربي والمغربي في مطالباته بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، في حين يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تعميق علاقاتها الأمنية مع المغرب.
ينتظر أن ينضم المغرب قريبا إلى دائرة الدول الإفريقية المصنعة للطائرات العسكرية المسيرة، التي تضم مصر وجنوب إفريقيا ونيجيريا، وفق صحيفة لوموند الفرنسية، وذلك نقلا عن الشركة الإسرائيلية “بلوبيرد آيرو سيستمز” الإسرائيلية، التي ستبدأ العمل قريبا في وحدة إنتاجها التي أحدثت في المغرب.
الطائرات المسيرة التي سيتم تصنيعها في المغرب هما “ثاندر بي” و”واندر بي” وفق الصحيفة، نقلا عن مدير معهد اتفاقات أبراهام للسلام في إسرائيل آشر فريدمان. وستخصص الطائرات المسيرة للاستطلاع والاستخبارات والكشف عن الأهداف.
وجاء في لوموند أيضا أنه يمكن تصنيع طائرة “سباي أكس” المسيرة، وهي على ما يبدو من فئة الطائرات الهجومية الانتحارية.
ولم يتم الكشف عن سعر الطائرات، لكن شركة “إيدج” الإماراتية، التي صنفها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في عام 2019 كواحدة من أكبر 25 شركة لإنتاج الأسلحة في العالم، عرضت العام الماضي 27 ألف يورو لطائرة انتحارية مسيرة.
وجاء في الصحيفة أيضا أن الطائرات المسيرة في المغرب، ستصمم لمواجهة القدرات العسكرية الجزائرية، واستباق عمليات مقاتلي جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر وتقاتل في الصحراء الغربية منذ عدة عقود.
وقد عززت المغرب تعاونها العسكري مع إسرائيل، منذ تطبيع العلاقات بينهما في ديسمبر 2020، وأصبحت إسرائيل ثالث أكبر مُصدّر للأسلحة إلى المملكة، بعد فرنسا.