لماذا تعادي السعودية حركة حماس؟

في الوقت الذي تتكاثر فيه الأقاويل عن التطبيع السعودي مع إسرائيل، كشف رئيس المخابرات الإسرائيلي الأسبق، تركي الفيصل إن العلاقات بين المملكة وحماس متوترة منذ 2006.

أكد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، توتر العلاقات بين بلاده وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ عام 2006، وذلك خلال لقاء أجرته معه صحيفة “نيو ستيتسمان” البريطانية.

وقال الفيصل ردا على سؤال حول “ما إذا كانت السعودية توافق على العدوان الإسرائيلي لأنها ترغب في رؤية تدمير حماس”: “لم تكن لدينا علاقات جيدة مع حماس، خاصة بعد بعض المواقف التي اتخذوها عندما حاولنا التوسط بينهم وبين السلطة الفلسطينية في عام 2006”.

واعتبر أن “حماس خرقت الاتفاق”، مضيفا أنه “منذ ذلك التاريخ توترت علاقاتنا مع حماس بشكل حاسم”.

وأردف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: “بالطبع هذا لا يعني أنهم لا يأتون إلى المملكة لأداء فريضة الحج، وقد جرت بعض المحادثات ولكن ليس إلى حد العلاقة التي تربط مصر أو قطر بحماس”.

ومضى قائلا: “أود أن أقول إننا لسنا أصدقاء مع حماس. لكن هذا لا يعني أننا نريد أن نرى دمار الفلسطينيين في غزة من أجل القضاء على حماس، كما يحاول البعض الإشارة أو الادعاء”.

وشدد على أن “جميع بياناتنا تؤكد ضرورة إنهاء الحرب، وخلق طريق واضح نحو الدولة الفلسطينية وإعادة الإعمار”.

وطرحت الصحيفة البريطانية على الفيصل سؤال حول موقف السعودية من إحلال السلام، وأجاب رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق أن “وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، عندما سُئِلَ عن التطبيع (بين السعودية وإسرائيل) قال: إنه لا بد من قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين، وتبني العناصر الأخرى في مبادرة السلام العربية”.

وأضاف: “كل ذلك يتسق مع بيانات وتصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومع ما يعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال الجلسات الأسبوعية لمجلس الوزراء”.

وأكد الفيصل استمرار بلاده في محادثات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي عقب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قائلا إن “السعودية واصلت محادثات التطبيع بتشديدها على مسألة فلسطين، وتأكيد الحاجة إلى طريق واضح نحو قيام الدولة الفلسطينية”.

وأوضح أنه “من أجل ذلك الغرض دعت السعودية وفدا فلسطينيا للحضور إلى المملكة، والتقاء الأمريكيين بشكل مباشر”، وقال: “نحن لا نتظاهر مطلقا بأننا نتحدث باسم الفلسطينيين”.

وفي ما يتعلق بالتعويضات عن التدمير الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة والضفة الغربية منذ بدء عدوانه الوحشي، نفى رئيس الاستخبارات الأسبق أن تتحمل بلاده ذلك العبء.

وقال في حواره مع الصحيفة البريطانية، إنه من الممكن أن تقسم (التعويضات) بالتساوي على ثلاثة أطراف، هي: “إسرائيل، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبقية دول العالم”.

في فبراير الماضي، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده “كانت قريبة من تطبيع العلاقات” مع إسرائيل قبل حرب غزة، مشدداً على ضرورة الوصول إلى “مسار موثوق به” نحو إقامة دولة فلسطينية بسيادة كاملة.
وقال بن فرحان، في حوار مع شبكة NBC NEWS الأمريكية، على هامش فعاليات منتدى دافوس في سويسرا، “أعتقد أنه قبل السابع من أكتوبر كنا نحقق تقدماً جيداً، ومن الصعب بالنسبة لي أن أصف كيف كنا قريبين من تحقيق ذلك. إنه شيء لا أستطيع قياسه حقاً”.
وأضاف: “كنا نعمل من أجل القضية الفلسطينية، التي كانت أساسية بالنسبة لنا أيضاً، وكنا نحرز تقدماً جيداً”.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى استعداد المملكة لـ”التحرك نحو إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية” مع إسرائيل، لكنه أكد على أن “السيادة الفلسطينية ستكون في مصلحة المنطقة بأكملها”.
واعتبر أن منح الفلسطينيين الكرامة والأمل هو “الطريقة الحقيقية الوحيدة” لإحلال السلام والأمن في المنطقة.
وقال: “نحن بحاجة للحديث عن الصورة كاملة، أي وضع الشعب الفلسطيني، ما نحتاجه هو الحديث عن الدولة الفلسطينية، وما نشعر به أن الأمر الأساسي في هذا الوقت هو إيجاد طريق ذي مصداقية ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية”.
كانت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر، أكدت في وقت سابق، الخميس، حاجة الشعب الفلسطيني إلى “دولة ذات سيادة”، وأشارت إلى أن “التطبيع هو شيء وضعته السعودية على الطاولة منذ عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، ولكنه لن يحدث دون الشعب الفلسطيني”.
وأشارت السفيرة في جلسة بمنتدى دافوس، إلى أن الشعب الفلسطيني “يستحق دولة وسيادة، ومساراً لا رجعة فيه لحل قضيته”.
وقالت إن الحرب في غزة والتي خلفت أكثر من 30 ألف ضحية، وسط أوضاع صعبة يعيش فيها الفلسطينيون، “لا تقدم حلاً للسلام ولا مساراً لتحقيق الأمن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى