حملات تونسية للمقاطعة ومناهضة التّطبيع.. كيف تتجنب تونس الوقوع في فخ التطبيع  مع الاحتلال؟

 

نفت وزارة الخارجية التونسية مشاركة وزير الخارجية عثمان الجرندي في مؤتمر تستضيفه روما، ويشارك فيه الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر، مؤكدة أنها مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، وكانت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تحدثت عن مشاركة الجرندي في مؤتمر “حوارات روما المتوسطية” الذي تشرف عليه الخارجية الإيطالية، منوهة إلى أن ذلك يتعارض مع شعار “التطبيع خيانة” الذي تتبناه الحكومة التونسية.

إلا أن الخارجية التونسية نفت مشاركة الجرندي في المؤتمر الذي يعقد في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، كما أكدت منصة “تونس تتحرى” التابعة لنقابة الصحافيين أن الصور التي تم تداولها حول مشاركة الجرندي في المؤتمر المذكور قد تم التلاعب بها، ويذكر أن قائمة المتحدثين في المؤتمر تضم 17 عشر ضيفًا، بينهم 9 من العرب، أبرزهم أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، ورئيس وزراء ليبيا عبد الحميد الدبيبة، بالإضافة لوزراء خارجية السعودية والأردن والبحرين واليمن وليبيا وفلسطين.

قرَّر التلفزيون الرسمي العمومي التونسي حذف كل المشاهد التي شارك فيها المطرب والممثل، محسن الشريف، من مسلسل “حسابات وعقابات” الذي أنتجه التلفزيون سنة 2004، والذي تتم إعادة بثّه في البرمجة الحالية للقناة الثانية بالتلفزيون التونسي، كما تم حذف اسم الممثل من شارة المسلسل، ووفقًا لمصدر من التلفزيون التونسي، يعود سبب حذف مشاهد الممثل إلى أنّ العديد من المشاهدين احتجوا سابقًا عند بث المسلسل لوجود مشاهد للشريف المتهم بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما دفع التلفزيون إلى إعادة تركيب المسلسل وحذف المشاهد مثار الجدل.

كما أكد الشريف الأمر في تصريحات إعلامية، أمس الخميس، واعتبر أنَّ ما قام به التلفزيون التونسي غير مقبول خاصة أنّه سبق له أن اعتذر على إحيائه لحفل في “إسرائيل”، مؤكّدًا أنه أخطأ وتحمل تبعات خطئه واعتذر عنه، وأكدت عدة منظمات تونسية مناهضة للعنف ضد المرأة وضد الإعدام، رفضها العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة الأسيرات.

وأشارت هذه المنظمات في بيان مشترك، صادر عن المنظمات التونسية، إلى جانب دائرة المرأة بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بسفارة فلسطين لدى تونس، إلى “حالة الأسيرة الفلسطينية أنهار الديك، التي اعتقلت في 8 آذار/ مارس المنصرم، بينما كانت حاملا في الشهر الثالث، وهي بحاجة إلى اهتمام ورعاية طبية خاصة كونها دخلت في شهرها التاسع”، ولفتت إلى حالة العديد من الأسيرات اللواتي أنجبن أطفالهن داخل السجون، مثل سمر صبح، وانتصار القاق، وماجدة السلايمة، وميرفت طه، ومنال غانم، وسميحة حمدان، وفاطمة الزق من غزة التي أنجبت طفلها يوسف عام 2007، وتم انتزاعه من حضنها بعد عامين من ولادته.

وطالبت المنظمات التونسية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل المسؤولية الكاملة والتنديد بهذه الجرائم اللاإنسانية، والضغط على سلطات الاحتلال من أجل توفير الحد الأدنى من الرعاية الطبية للأم الأسيرة، والسماح بإدخال مستلزماتها من أدوية وعلاج ومستلزمات الطفل الوليد والمتعلقة باحتياجات الولادة، والتي ترفض قوانين سجون الاحتلال توفيرها، وتلزم الأسيرة بشرائها من السجن بأسعار باهظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى