هل حلّ التطبيع مع الاحتلال أزمات السودان؟

هل حلّ التطبيع مع الاحتلال أزمات السودان؟

منذ فترة هيمن على الرأي العام السوداني ما غرد به دونالد ترامب، بأنه سوف يرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك مقابل أن تقوم السودان بدفع 335 مليون دولار تعويضا لعائلات أمريكية زعم أنها قد تعرضت لتفجيرات وأعمال عنف إرهابية، والتي اتهمت أمريكا نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير عام 1993 بأنه المسؤول عنها، وعليه صنفت دولة السودان راعية للإرهاب، تبع ذلك استضافة السودان لزعيم تنظيم القاعدة حينها الشيخ أسامة بن لادن.

السودان والتطبيع

بعد تغريدة ترامب، ردت وزيرة المالية السودانية هبة علي بأن الخرطوم قد قامت بالفعل بتحويل تلك المبالغ إلى أسر الضحايا في تفجيرات وقعت في السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا عام 1989، وكذلك لعائلات ضحايا تفجيرات المدمرة “يو أس كول 200”

للحقيقة وجه آخر

يرى محللون مختصون بأن الشرط الأساسي لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ليس دفع التعويضات كما أعلن ترامب، وإنما هو دخول دولة السودان من خلال نظامها الحالي في دائرة التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني، بعدما سبقتها دولتي الإمارات والبحرين، لكن توجهت أنظار الشعوب إلى السودان قبل التوقيع، باعتباره هو الأقرب إذ تلوي واشنطن ذراعه بقائمة الإرهاب، خاصة بعدما كشفت وسائل الإعلام عن لقاء ثنائي جمع كلا من عبد الفتاح برهان رئيس مجلس السيادة السوداني، ونتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر فبراير/شباط الماضي.

التطبيع وبرهان

تأزم الوضع في السودان

في لقاء له مع وكالة الأناضول قال السفير السوداني السابق، إدريس سليمان، إن التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لن يصب في مصلحة السودان ولا الشعب السوداني، بل ولن يعالج أيا من أزمات البلد، أي “هو أمر غير نافع ولسنا في حاجة إلى ذلك”، لكن بعض الأطراف في الحكومة الحالية يعرفون أنهم لن يستطيعوا تثبيت أنفسهم في مواقعهم إلا من خلال إتمام اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وعلى هذه الأطراف أن تدرك بأن الاستقواء بدولة خارجية كأمريكا وإسرائيل إنما هو في الحقيقة مهانة ومذلة وخضوع من الحكومة، وفضلا عن أنه استعداء للشعب السوداني الذي لن يقبل هذا، لكن نتنياهو يستغل ضعف الحكومة الحالية لتمرير مصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.

كما أشار السفير السوداني السابق أن عملية التطبيع هي الشرط الأمريكي الأول لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث أن إدارة ترامب، استغل ضعف الدولة في ظل الحكومة الحالية فقام بابتزازها وفرض عليها التطبيع. 

كما ألمح السفير إلى أن دولة الإمارات ليست بعيدة عن إتمام هذا الاتفاق،  حيث اشترطت أبو ظبي على حكومة البرهان المضي في عملية التطبيع قبل تنسيق أية اجتماعات وعقد أية اتفاقيات بينهما.

زيارة البرهان للإمارات .. هل هي مقدمة لإعلان التطبيع مع إسرائيل - ميدل ايست  الصباحية

الديون والبحر الأحمر

من جانبه حاول أستاذ العلوم بالجامعات السودانية، الدكتور حاج حمد حمد، إبعاد شبهة التطبيع عن رفع اسم دولة السودان من قائمة الإرهاب، مدعيا أن الحكومة الحالية قوية وتتفهم أولويات المرحلة، وأهمها رفع اسم البلاد من قائمة الإرهاب، كما قال حمد أن اللوبي الصهيوني في أمريكا حاول بكل جهوده “أن يفرض علينا عملية التطبيع كشرط لرفع اسم بلادنا من قائمة الإرهاب لكنه لم يفلح في ذلك”.

وعن استفادة السودان من اتفاق التطبيع قال حمد إن السودان لن يستفيد من التطبيع بشيء، وإنما إسرائيل هي المستفيد الأكبر، إذ هي تسعى لمد وتأمين مصالحها في البحر الأحمر، والحالة الواحدة التي تخرج السودان رابحا من هذا الاتفاق، أن يحصل على معونات مالية ضخمة تسد عجز الموازنة وتساهم في قضاء الديون المتراكمة والتي بلغت 60 مليار دولار. 

كما أكد حمد على توضيح وجهة نظره بأنه لا يجد للسودان أي مبرر في إتمام عملية التطبيع، وأنه غير مستفيد منه، كما أن إسرائيل ستبقى في نظر الشعوب دولة محتلة مجرمة.

اقرأ أيضًا: ضاحي خلفان: عربي إن كان أصل العرب صهيوني!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى