ضاحي خلفان: عربي إن كان أصل العرب صهيوني!

ضاحي خلفان: عربي إن كان أصل العرب صهيوني!

لم يُرد الفريق ضاحي خلفان أن تمر الأيام الأخيرة من العام المنصرم دون إحداث صخب يليق بشخصية في حجمه يؤكد به على ولائه التام لسياسات حكامه الخونة، رعاة خيانة الأرض وهتك العرض في بلادنا العربية المختلفة.

ضاحي خلفان

نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الذي من المفترض أنه أحد رجال الدولة، وتصريحاته لابد أن تتسم بالدبلوماسية والعقلانية، غرد في 21 ديسمبر/كانون الأول مهاجماً الشعب اليمني -الشقيق- بأن تبرأ من الانتساب للعرب إذا كان أصلهم ينتسب إلى اليمن! “إذا كان العرب ينتسبون إلى اليمن فأنا اتبرأ من الانتساب إلى العرب”

كانت التغريدة صادمة، رُغم أنها لم تكن مفاجئة أبداً أن تصدر عن شخص مثل ضاحي خلفان، الذي عُرف عنه حبه للحرب مع العرب، والسلام مع اللئام ]الإسرائيليين[، حيث استغل كل الفرص التي أُتيحت له كي يدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، وتعميق العلاقات معه، والمؤاخاة بيننا وبينهم.

ضاحي خلفان، يتبرأ من عروبته

هذا هو ضاحي خلفان، يتبرأ من عروبته إن كانت من اليمن، لكنه يُدين من يرفض وجود الإسرائيليين في الدول العربية مخرفاً أن أصولهم عربية، إذ سكن أجدادهم هذه الأوطان، ولهم فيها ما لنا، مع العلم أن من سكن هذه الأراضي هم يهود، لكن الفريق يتجاهل الفرق بين “الديانة اليهودية” وبين التوجه الصهيوني الخسيس الذي يسعى لتدمير الأخضر واليابس تحت سماء بلادنا الأبية.

خلفان الذي تباهى بمعاداته لأشقائه اليمنيين، لم يخجل وهو يُرحب بأن تصبح كل العواصم العربية ملكاً للإسرائيليين، يصول ويجول في الأنحاء متمنياً لو انضمت الدولة المحتلة إلى جامعة الدول العربية، الأبشع من ذلك أنه رأى أن إسرائيل دولة ذات أغلبية عربية -مشيراً للفلسطينيين- فكيف لا تصبح جزءً من العالم العربي!  كان مقتنعاً جداً بالمنطق في حديثه، لكنه لم يوضح بانضمام الدولة العبرية المحتلة لهذا الكيان العربي، ستتحول إلى دولة عربية، أم سنتحول نحن إلى صهاينة، أم أن أصل العرب صهيوني؟!

الزيف والزيف الآخر!

اشتهر عن ضاحي خلفان أنه رجل التناقضات الأول، بلا خجل ولا كرامة، بعد اتفاقية العار التي أبرمها أسياده، أرباب الخيانة العربية، قال إن التقارب مع إسرائيل “يخدم أمن المنطقة عرباً ويهوداً، ويقلص فجوة اختلاف الآراء بين جميع الأطراف”!

نعم، يرى أن تقريب العلاقات مع الصهاينة يضمن الأمن والاستقرار للدول العربية، على النقيض، يسبح بحمد الضربات العسكرية لابن زايد وأعوانه التي يُستهدف بها المدنيين اليمنيين الأبرياء العُزل، يؤمن أن الأمن في السلام مع الكيان المحتل والحرب مع الأشقاء، ومحو تاريخيهم، وتشويه حاضرهم، وتدمير مستقبلهم.

من بين المواقف التي تؤكد أنه بوق للزيف والزيف الآخر، أنه وقبل أن يحني أسياده جباههم للصهاينة مطبعين معهم، طالب خلفان أن نكف عن قول “العدو الإسرائيلي”، ونستخدم بدلاً منها “الصديق الإسرائيلي”، مستنكراً أن يرفض أحد هذا قائلاً “شو المشكلة!”، بالطبع أين المشكلة؟ أين المشكلة أن يصبح الصهاينة أصدقاء؟ لماذا نظل ننعتهم بالأعداء؟ هل بيننا وبينهم ثأر مثلاً؟ هل يتموا لنا أطفال؟ هل رملوا لنا نساء؟ هل أضحت أمهات بيننا ثكلى بسببهم؟ إنه يرى أنهم أصدقاء بكل الدماء التي في أيديهم، لا يصبح الشيطان ملاكاً إلا في أعين الحمقى فقط!

إن تصريحاته ليست مدهشة أبداً، المدهش حقاً، والذي يتساءل عنه كل ذي لُب عاقل، هو مصدر التبجح الذي يتحدث به هذا الخلفان، إنه يتحدث عن قناعة تامة أن المقاومة الفلسطينية هي منظمات إرهابية كونها تدافع عن الأرض وتسعى -بكل الطرق الممكنة – لانتزاع حقوقهم المسلوبة من الكيان المحتل، في حين لا يرى هذا الإرهاب في ممارسات الصهاينة التي تستخدم وسائل وأدوات أشد فتكاً وأكثر قمعاً ودموية للاستيلاء على حقوق ليست مشروعة قولاً واحداً.

كل الطرق تؤدي إلى التطبيع

استخدم ضاحي خلفان عدداً من الحجج -التي وجدها منطقية- لإقناع العرب بإمكانية إقامة دولة للصهاينة بينهم، وبضرورة إقامة دولة إسرائيلية من الأساس.

تارة، لعب على وتر الكرم الأخلاقي لدى العرب، طالباً منهم التنازل عن دولة من الدول الـ 22 التي تنطق بالعربية، وإعطائها لإسرائيل، وتارة أخرى حاول استغلال الصراع الإيراني العربي، والتيمن بالمقولة الشهيرة “عدو عدوي صديقي” والتي رآها مناسبة جداً لإقناع الشعوب العربية بالتحالف مع إسرائيل لصد التمدد الإيراني، كما حاول استغلال الصراع العربي/العربي، كالحرب في اليمن، ليكون ذريعة تؤدي إلى ذات النتيجة المخزية: تطبيع العلاقات مع بني صهيون.

الأكثر استفزازاً في حججه الواهية تلك، أنه أرجع سبب الصراع بين الإسرائيليين والعرب، إلى زواج نبي الله إبراهيم من السيدة هاجر -أم إسماعيل أبو العرب- كزوجة ثانية إلى جانب زوجته الأولى السيدة سارة، داعياً العرب لتجاوز ما فعله الإسرائيليون تعبيراً عن غضبهم من هذه الزيجة، في استخفاف واضح من آلام الفلسطينيين، وتقليل من هول الصراع التاريخي الأزلي الذي لن يُحل أبداً بجرة قلم بين جهات ليست طرفاً في القضية الأم، ولا تسعى إلا لتصفيتها مقابل مصالح رخيصة وقيم دنيئة.

فلسطين عربية، والعروبة ستظل باسقة أبية، لن تسري إلا في دماء حرة شامخة، ولن تنحني أمام معتد، ولن تُقهر أمام غاصب مهما تعاظمت عليها الحوادث وتكالب عليها الخِساس.

اقرأ أيضًا: قرقاش: المتحدث ضد مصلحة الشعوب ومشاعر المسلمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى