كيف تغلغل الاحتلال في تطبيع علاقاته مع الهند؟

يحاول الاحتلال فرض سيطرته على دول أسيا وتطبيع العلاقات معها بشكل كامل، حيث وقعت منظمة الأبحاث الدفاعية في الهند مع كيان الاحتلال اتفاقية لدعم الابتكار من قبل الشركات الناشئة وكذلك أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر لتطوير التقنيات، التي يمكن استخدامها في الأغراض العسكرية والمدنية على حد سواء.
ووقعت منظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية (DRDO) اتفاقية الابتكار الثنائية مع ما تُسمى مديرية البحث والتطوير (DDR & D) في “إسرائيل”، ستنشئ الاتفاقية إطار عمل للشركات الناشئة والشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في البلدين للعمل معًا لإخراج تقنيات ومنتجات الجيل التالي في مجالات مثل الطائرات بدون طيار والروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم والضوئيات والاستشعار الحيوي، وستقوم الجهتان الهندية والإسرائيلية بتمويل مشترك لمشاريع تطوير منتجات وتقنيات الجيل التالي، التي سيتم تخصيصها لتلبية المتطلبات الفريدة لكلا البلدين.
وكان قد أقدم وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جيشانكار، على الإشادة بـ “إسرائيل” باعتبارها “الشريك الأكثر ثقة وإبداعًا” خلال اجتماع مع قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين من الولايات المتحدة والهند و”إسرائيل”، وقال كبير الدبلوماسيين الهنديين إن “درجة الثقة بيننا عالية للغاية”، حيث شجع على زيادة العلاقات التجارية بين البلدين خلال اجتماع الأعمال في فندق الملك ديفيد بالقدس، وأضاف جيشانكار، أنه واثق من أن “الجالية اليهودية الهندية في “إسرائيل” ستقرب بين البلدين في السنوات المقبلة”.
وفي السياق، أنهى قائد سلاح الجو الهندي زيارة استغرقت أربعة أيام لـ “إسرائيل” أمس الجمعة، وسط غضب متصاعد في نيودلهي بشأن مزاعم استخدام الحكومة لبرامج تجسس إسرائيلية لاختراق هواتف أحزاب المعارضة والصحفيين والنشطاء، وذكرت القوات الجوية الهندية أن قائد القوات الجوية، RKS Bhadauria، وصل إلى “إسرائيل” بعد زيارة للإمارات، حيث عقد اجتماعات مع نظيره الإماراتي اللواء إبراهيم ناصر العلوي.
وقالت القوات الجوية الهندية في بيان على تويتر: “باعتبارهما شريكين استراتيجيين، تتمتع الهند و”إسرائيل” بعلاقات قوية ومتعددة الأبعاد، ومن أهم ركائزها التعاون الدفاعي والتبادلات على المستوى العسكري”، وأضافت أن “الجانبين سيناقشان تعزيز عمق ونطاق التبادلات الثنائية بين القوات الجوية في البلدين”، وقالت القوات الجوية الهندية إن Bhadauria وعلوي أجروا أثناء وجودهما في الإمارات محادثات واسعة النطاق لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأدانت حركة المقاطعة شراء الهند ما يُقارب نصف صادرات الأسلحة الإسرائيلية المجربة على الفلسطينيين، معتبرةً ذلك تمويلاً لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وقالت الحركة إن الهند تشتري ما يقارب نصف صادرات الاحتلال الإسرائيلي من المعدات العسكرية والتكنولوجيا الدفاعية.
وأوضحت أن العلاقة بين الاحتلال الإسرائيلي والهند، لا تقتصر على التعاون الدفاعي، حيث هناك تعاون في تطوير التكنولوجيا في مجالات الزراعة والصناعات وغيرها، وأضافت حركة المقاطعة إنه “في الآونة الأخيرة، خاصة بعد قدوم حكومة مودي في عام 2014، امتدت العلاقات الهندية الإسرائيلية إلى مناطق مثل الأمن الداخلي، والمناورات العسكرية المشتركة، ومجالات التجارة الأخرى”.
وأشارت الحركة إلى أن الحكومة الهندية ترى أن هذه العلاقات “مبنية على تقييمات واقعية للمصلحة الوطنية”، وقامت بتبرير العلاقات بـ “مصطلحات مرنة ونسبية”، وأوضحت أن الهند أصبحت تدعم الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الدبلوماسي، حيث تقوم بالتصويت لصالح الاحتلال في الأمم المتحدة، رغم زعمها أن “العلاقات مع الاحتلال لا تعني التخلي عن القضية الفلسطينية”، واستنكرت حركة المقاطعة هذه العلاقات المستمرة رغم مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حصار قطاع غزة منذ عام 2006، بالإضافة لاستمراره في الاستيطان المخالف للقانون الدولي، وترسيخ نظام الفصل العنصري.