تطبيع كامل.. ما حجم التبادل التجاري بين الاحتلال الإمارات؟
استثمر صندوق ثروة سيادي رئيسي في الإمارات ما يقرب من 100 مليون دولار في شركات رأس المال الاستثماري في قطاع التكنولوجيا التابع لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وقالت الصحيفة، إن ذلك علامة على تعميق العلاقة بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت “شركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي، التي تدير أصولاً بقيمة 250 مليار دولار، استثمرت ما يصل إلى 20 مليون دولار في ست شركات رأس مال مغامر مقرها أو مركزها الأراضي المحتلة”. وتقول الصحيفة إن الشركات الإسرائيلية تستثمر في مكاتب جديدة في دبي وأبوظبي وتنقل موظفين من تل أبيب. فيما تقوم صناديق الثروة السيادية الإماراتية باستثمارات مباشرة في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية والإمارات.
تقدم الشركات نفسها كشركاء للتوسع الإسرائيلي في بقية الشرق الأوسط، وفق الصحيفة. وأقدم وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر العلماء، على مدح تطور كيان الاحتلال الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا. وقال “العلماء”: إن بلاده تطمح في أن تصبح سويسرا الشرق الوسط، مضيفًا أن الإمارات رائد إقليمي في مجال تطوير التكنولوجيا.
وأضاف أن بلاده لا تتطلع إلى السوق الإقليمية فقط، بل إلى إنشاء شركات عالمية والتوسع بشكل أكبر. وتابع: “نحن رائد إقليمي في تطوير التكنولوجيا، إذا استبعدنا “إسرائيل” من الحسبة، ونحن رائد إقليمي في جذب الاستثمارات، من أصل 2.73 مليار دولار استثمرت في الشرق الأوسط في 2021، فقد كان نصيب الإمارات 51 بالمئة من هذا الرقم”.
وأضاف: “إسرائيل مثال رائع لدولة ناشئة، حيث يقوم شعبها بإنتاج مخرجات مذهلة، ونتعلم منها كيفية إنشاء شركات ناشئة”. وفي السياق، وقعت منظمة “شراكة”، مذكرة تفاهم جديدة مع “مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية” بالمملكة المتحدة، بهدف تعزيز وتوسيع نطاق اتفاقيات التطبيع بين كيان الاحتلال ودول عربية.
وجرى توقيع المذكرة في متحف مفترق الحضارات في مدينة دبي الإماراتية، نيابة عن “مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية” كل من رئيس المجموعة، ليام فوكس، وهو وزير الدفاع والتجارة البريطاني السابق، إضافة إلى المدير التنفيذي للمجموعة، لورا روبرتس. وفي المقابل، وقع نيابة عن “شراكة” مدير الشؤون الدولية، دان فيفرمان، والرئيس التنفيذي لدولة الإمارات، ماجد السراح.
ومجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا، هي منظمة مكرسة لدعم تنفيذ وتوسيع اتفاقيات التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، المعروفة باسم الاتفاقيات الإبراهيمية. وتتمثل مهمة منظمة “شراكة” في “بناء وتقوية الروابط بين الاحتلال ومواطني الدول المطبعة، لضمان نجاح ومرونة الاتفاقات الحكومية، وتشجيع دول أخرى على الاستفادة من هذه الاتفاقيات”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي وقع في 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، واستئنافها مع المغرب، فيما تم إعلان قرار تطبيع العلاقات مع السودان، فضلاً عن مساع إسرائيلية أعلنت مؤخراً لإدخال دول عربية وإسلامية أخرى، بينها جزر القمر، إلى هذا الخيار. ويشار إلى أنه قد أكدت صحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية الإسرائيلية، أن شركة “إلبيت سيستميز” الإسرائيلية تطمح لتحقيق أرباح تصل إلى 19 مليار دولار من السوق الإماراتي مع نهاية عام 2026.
وأشارت الصحيفة، إلى صفقة كانت قد كشفت عنها مؤخرًا، ستقوم بموجبها شركة “إلبيت” للصناعات الأمنية بتزويد طائرات سلاح الجو الإماراتي بـ “أنظمة دفاعية” تعتمد على الليزر من طراز “DIRCM”، وأنظمة قتالية إلكترونية جوية أخرى، موضحًا، أن هذه الصفقة قد تجعل الإمارات أكبر الأسواق لشركات التصنيع الأمني والعسكري الإسرائيلية.