كيف ساهم الاحتلال في الإنقلاب الأخير في السودان؟

 

حين تبحث عن اسرار الانقلابات في المنطقة العربية، فمن المؤكد أنك سوف ترى يد الاحتلال تحاول فيها السيطرة على المشهد وفرض سياستها، حيث قالت وزيرة الخارجية السودانية المستقيلة، مريم الصادق المهدي: إن “الانقلاب الذي دبّره قائد الجيش عبد الفتاح البرهان “كان مدانًا من قبل العالم كلّه، باستثناء “إسرائيل”.

وأضافت المهدي أن البرهان “يحاول تبرير انقلابه عبر التزلف إلى “إسرائيل”، من خلال اتهام الوزراء الذين أقالهم بأنهم مناهضون لدولة الاحتلال، وأوضحت أن الحكومة علمت بدعم “إسرائيل” للبرهان، رغم عدم إظهارها ذلك في العلن، من خلال أمرين اثنين.

وذكرت أن أولهما أن المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي زار “إسرائيل” بحثاً عن التأثير من خلالها في قائد الجيش السوداني الذي قاد الانقلاب، وثانيًا عبر تعيين شخصية مثل أبو القاسم محمد برطم في مجلس السيادة، وهو من أبرز دعاة التطبيع في السودان “وليس في سجلّه أوراق اعتماد أخرى”، وفق تعبير الوزيرة السودانية، وجدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، دفاعه عن تطبيع العلاقات بين السودان و”إسرائيل”، معتبرًا أن الأمر “ليس له علاقة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم”، وأن قيام دولة فلسطينية هو الحل للصراع “الإسرائيلي – الفلسطيني”.

تصريحات البرهان جاءت في وقت أسفر فيه استمرار الغارات والقصف الإسرائيليين على قطاع غزة منذ الأسبوع الماضي عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، بينهم 61 طفلا، وفي كانون الثاني/يناير الماضي، وقّعت الخرطوم اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة التي شطبت بعد بضعة أشهر من ذلك السودان من قائمتها للدول الراعية “للإرهاب”.

ومن قبل، ألقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، كلمة خلال ملتقى تطبيعي افتراضي ينظمه طلبة إسرائيليون، ويشارك فيه لأول مرة طلبة من السودان، وبرر البرهان تطبيع الخرطوم مع الاحتلال الإسرائيلي وتوقيعه على اتفاقيات بين الطرفين، مضيفا أن ذلك “يعود إلى اقتناعنا بأهمية نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب بمختلف أديانهم وأعراقهم”.

وقال: “توقيعنا على اتفاقات إبراهيم، يأتي انطلاقًا من سعينا الصادق إلى تأكيد وإرساء قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي، واحترام الحريات والأديان وقبول الآخر”، مشددا على أهمية دور الشباب في بناء السودان، وقال البرهان إننا “نستشرف عهدا جديدا من الحرية والسلام والعدالة، سيبنيه الشباب والطلاب”، وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبدالفتاح البرهان: إنه تشاور مع رئيسي حزبي الأمة والبعث، الصادق المهدي وعلي الريح السنهوري، فيما يتعلق بشأن التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد البرهان أن المهدي والسنهوري “لم يبديا اعتراضا، طالما أن الأمر سيعرض على السلطة التشريعية القادمة للموافقة عليه”، وأشار إلى أنه تشاور مع 90% من قادة القوى السياسية والمجتمعية السودانية، وأنهم لم يعترضوا، واتفق الجميع على المضي في تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” وفق ما يحقق المصالح الوطنية السودانية العليا، وأضاف أن “تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” محفز لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، موضحا أن الولايات المتحدة لم تدرج اسم السودان في القائمة فقط لاتهامه بتفجيرات دار السلام ونيروبي والمدمرة كول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى