كيف تسعى المنظمات الأمريكية لتغيير الصورة السلبية بشأن المستوطنات الإسرائيلية؟

 

تنشط منظمات أمريكية صهيونية مشتركة لاستعادة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية المتضررة في الآونة الأخيرة، وذلك وسط المخاوف من الخسارة التدريجية للحزب الديمقراطي، وهذا النشاط بهدف إعادة تسويق صورة دولة الاحتلال لدى الرأي العام الأمريكي. وتركز تلك المنظمات على تغيير نظرة المجتمع الأمريكي السلبية تجاه المستوطنات، وحث أعضاء الكونغرس للعمل لصالحها، ومن أجل ذلك تنشط لجلب المشرعين الأمريكيين إلى الضفة الغربية المحتلة، لزيارة المستوطنات والتعرف عليها .

وتعتبر المنظمة المسيحية Exposure USIEA، واحدة من المنظمات الأمريكية الناشطة في مجال ترميم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتي مرت بمراحل قاسية من التدهور في السنوات الأخيرة، وهي تعمل بجانب المنظمات الكبيرة مثل اللوبي المؤيد لإسرائيل، AIPAC أو المنظمة الإنجيلية الرائدة CUFI “المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل”، وأصبحت المنظمة الجديدة العاملة في ولاية ألاباما لاعباً رئيسياً في جوهر العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

وكشف تقرير على موقع “زمن إسرائيل”، أنه “على مدى العقد الماضي، جلبت USIEA أعضاء بارزين في الكونجرس لزيارة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والعمل معهم لجمع مئات الملايين من الدولارات من التمويل الأمريكي من أجل منظومة القبة الحديدية، حتى إنها حظيت بإشادة رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو، الذي بعث برسالة للمنظمة لشكرها على تشجيعها لزيارات أعضاء الكونغرس، لأنها تزيد من فهمهم العميق للقضايا المعقدة التي تواجه “إسرائيل” في المنطقة”.

وكشف تقرير أن حوالي 672 مؤسسة مالية أوروبية لديها علاقات مع 50 شركة تشارك بنشاط في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية. وقال تحالف “لا تشتري عند الاحتلال”: إن المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك ومديري الأصول وشركات التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية، لديها علاقات مالية مع 50 شركة تعمل بنشاط مع المستوطنات الإسرائيلية”.

وأضاف التقرير أنه “خلال الفترة التي تم تحليلها، تم تقديم 114 مليار دولار أمريكي في شكل قروض وضمانات. وحتى مايو 2021 ، كان المستثمرون الأوروبيون يمتلكون 141 مليار دولار أمريكي في صورة أسهم وسندات لهذه الشركات”. وأوضح التقرير أن هذه الشركات والمؤسسات المالية تلعب دوراً حيوياً في تسهيل الجدوى الاقتصادية لعمليات الاستيطان الإسرائيلية.

وقالت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط إنها تشعر “بقلق عميق” إزاء تزايد المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية واستمرار العنف في الضفة الغربية المحتلة. وأصدر مبعوثو المجموعة، التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، بيانًا مشتركًا بعد اجتماع عُقد في أوسلو عاصمة النرويج في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وجاء في البيان “لا يزال المبعوثون قلقين للغاية إزاء التطورات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، بما في ذلك أعمال العنف المستمرة في الضفة الغربية، والنهوض بوحدات استيطانية جديدة ، والأزمة المالية التي لا يمكن تحملها داخل السلطة الفلسطينية”. وشددوا على “الحاجة الملحة لجميع الأطراف لاتخاذ خطوات إضافية لمواجهة هذه التحديات بشكل مباشر من خلال الإصلاحات المالية وغيرها من الإصلاحات، وكذلك لتجنب الخطوات الأحادية التي تؤدي إلى تفاقم التوترات وتقويض آفاق السلام”.

وعبّر مجلس وزراء قطر عن استنكاره لاستمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي، بتوسيع المستوطنات غير الشرعية في فلسطين المحتلة. وتقول الدوحة إن الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة للقانون الدولي في فلسطين المحتلة تمثّل “تطورات خطيرة”. ودعا المجلس في بيان صدر عنه، إلى التدخل العاجل والحاسم من قبل المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان والضغط على حكومة الاحتلال لإحياء عملية السلام وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران / يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتأتي إدانة قطر بعد إعلان كيان الاحتلال عن خطط لمضاعفة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان المحتلة التي ضمتها “إسرائيل” ضمن حدودها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى