صحوة شعبية لرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي

صحوة شعبية لرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي

في المغرب، رابع الدول التي قامت بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد الإمارات والبحرين والسودان، قام محامون برفع دعوى أمام محكمة النقض المغربية- أعلى جهة قضائية في البلاد- لإلغاء كل القرارات المترتبة على اتفاقية التطبيع بين حكومة المغرب وحكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المحامون في بيان لهم، إنهم قد تقدموا بهذه الدعوى من أجل الطعن في قرارات الحكومة، حيث هي المنوط بها تنفيذ قرار التطبيع على كافة مستوياته، السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والسياحية، كما أوضح بيان المحامين والذي يضم كلا من: النقيب عبدالرحمن بن عمرو، والنقيب عبد الرحيم الجامعي، والنقيب عبد الرحيم بن بركة؛ تقدم بالتماس إلى محكمة النقض لإلغاء كافة القرارات المتخذة من قبل المدعى عليهم من إسرائيل، باعتبار تلك القرارات مخالفة للنظام العام لدولة المغرب.

Morocco's Normalization Deal With Israel Is Another Obvious Quid Pro Quo

كذلك اعتبر البيان أن الاتفاقات التي قامت السلطات المغربية بتوقيعها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تخالف مقتضيات الدستور، وميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية فيينا للمعاهدات والقانون الدولي الإنساني، وكذلك مخالف للشرعية الدولية لحقوق الإنسان.

وفي العاشر من ديسمبر 2020 أعلن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، أن المغرب وإسرائيل قد اتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما، كما أعلن في اليوم نفسه اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، معلناً عن بدء واشنطن في خطواتها لفتح قنصلية أمريكية في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو.

من جهتها قالت السلطات المغربية إن ما أقدمت عليه الحكومة المغربية ليس تطبيعا، وإنما هو استئناف للعلاقات التي بدأت عام 1993 وتوقفت في العام 2002 دعما للانتفاضة الفلسطينية بالجزائر وتونس وليبيا والمغرب.


صحوة شعبية

في تلك البلدان العربية الأربعة أطلق إعلاميون ناشطون شبكة إعلامية مغاربية، تهدف إلى مناهضة اتفاقيات التطبيع
التي تقوم بها الحكومات العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من خطورة تلك الخطوة على القضية الفلسطينية بشكل خاص، وعلى المنطقة العربية بشكل عام، وجاء في البيان التأسيسي لشبكة مغاربية إدانة للتطبيع على كافة المستويات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على إن إعلان المملكة المغربية تطبيع العلاقات بينها وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي التي هي كيان غاصب للأرض والمقدسات، هو انتهاك للحق، وخنجر غادر طُعن به الفلسطينيون في ظهورهم.

وأضاف البيان أن سيطرة الاحتلال الصهيوني على الساحة الإعلامية العربية يقلق الأحرار الذين يناهضون التطبيع بكافة صوره وأشكاله في المنطقة، لأن هذا يعد خطوة قذرة تسعى إسرائيل من خلالها لتغييب الوعي العربي والإسلامي، وتمرير زيفهم وقبول وجودهم بيننا، وكل ذلك يجري بالتواطؤ مع الحكومات المطبعة وأجهزتها الإعلامية في بلادنا.

كما أشار البيان إلى أن الشبكة سوف تعمل كهيئة جامعة وموحِّدة للجهود الإعلامية في المنطقة، لتوعية الشعوب المغاربية بخطورة التطبيع، ولمناهضة الحملات الإعلامية المزيفة، التي تعمل لصالح وجود الكيان الصهيوني المحتل.

 وتقديسا للحق الفلسطيني أكد الإعلاميون في بيان شبكتهم التأسيسي، أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن القضية الفلسطينية برمتها كانت وستبقى هي القضية المركزية المحورية لدى المجتمعات العربية والإسلامية، وأن الارتباط الديني والتاريخي والهوية الموحدة بين دول وشعوب بلاد المغرب يأبى أن يخون القضية الفلسطينية، وأن الشبكة ستعمل على تعزيز هذا الارتباط وتقويته في نفوس أبناء بلاد المغرب العربي، حتى تبقى القضية الفلسطينية قضية نابضة حية في عقول وأفئدة المغاربة العرب.

انتفاضة باكستانية

في السياق ذاته شهدت مدينة كراتشي الباكستانية تظاهرات حاشدة ضد التطبيع مع دولة إسرائيل، حيث احتشد عشرات الآلاف من الشعب الباكستاني منددين ورافضين لأي خطوات من قبل حكومة بلدهم نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وجاء احتشاد المتظاهرين أمام ضريح مؤسس الدولة محمد علي جناح، تلبية لدعوة الحركة الديمقراطية الباكستانية، وجمعية علماء الإسلام، وطالبوا عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني الوفاء بما قطعه على نفسه في سبتمبر من العام 2020 بأنه لن يخطو نحو التطبيع مع إسرائيل، معلنا تمسكه بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين وعدم التخلي عن قضيتهم، فهم أصحاب الحق في الأرض والمقدسات، كما أكّد خان على العمل والتمسك بوصية القائد محمد علي جناح، التي تشددُ على أن باكستان لن تعترف بـ”إسرائيل” حتى “إعطاء الفلسطينيين حقهم بتسويةٍ عادلة”.


إقرأ المزيد :على خطى الإمارات .. السودان يلغي قانون مقاطعة إسرائيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى