تحليل يكشف سبب إعلان البحرين عن زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال إليها

نشر “معهد واشنطن” تحليلا لمدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، سايمون هندرسون، تحدث فيه عن اجتماع رئيس أركان جيش الاحتلال مع زعماء البحرين، معتبرا أن الاجتماع يسلط الضوء على التركيز المستمر للتهديد الإيراني بقيادة الولايات المتحدة، والقوة التي تشكل أساس “اتفاقيات أبراهام”.

 

وقال هندرسون، إن وسائل إعلام الاحتلال سارعت للإعلان عن وجود رئيس الأركان في البحرين بعد أن كشفت صحيفة محلية بحرينية عن حضور هليفي مع رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والجنرال في الجيش الأمريكي مايكل كوريلا.

 

ورأى أن وسائل إعلام الاحتلال لم تنشر خبر الرحلة في وقت سابق، إما لأنها لم تعلم بأمرها أو لأنها تلقت أمراً بالتكتم عنها، لكنها كشفت بعد ذلك أن هليفي توجه إلى البحرين مباشرةً عبر المجالين الجويين الأردني والسعودي.

 

والرحلة هي الأولى التي يقوم بها رئيس أركان الاحتلال إلى الخارج منذ تعيينه في الشهر الماضي.

 

وقد زار سلفه أفيف كوخافي البحرين مرة واحدة على الأقل، كما فعل وزير الحرب السابق بيني غانتس في شباط/ فبراير 2022، ورئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ في كانون الأول/ ديسمبر.

 

واعتبر هندرسون أن الاجتماع الذي عُقد هذا الأسبوع بعد وقت قصير من مناورات “جونيبر أوك” العسكرية الرئيسية، التي شاركت فيها طائرات وسفن أمريكية وإسرائيلية، يشير إلى تزايد العلاقة متانة وتقدماً بين الاحتلال والبحرين.

 

وأضاف: “لا يمكن إلا تخمين سبب سماح البحرين بانتشار نبأ الاجتماع.. فوسائل الإعلام المحلية تخضع بشدة لنفوذ الحكومة وربما لسيطرتها أيضاً، لذلك فإنه من شبه المؤكد أن التسريب كان متعمداً”.

 

وأكد أن المسؤولين البحرينيين فخورون بعلاقتهم مع “إسرائيل”، وليسوا قلقين بصفة خاصة بشأن تزايد التوترات مؤخراً في الضفة الغربية.

 

وأشار إلى أن تسريب الزيارة قد يشكل طريقةً اعتمدتها المنامة لتعزيز صورة العلاقة، التي لا تبدو مهمة مقارنةً بعلاقات “إسرائيل” مع الإمارات. فعلى الرغم من توقيع الدولتين على “اتفاقيات أبراهام” في عام 2020، فإن جهود التطبيع في الإمارات شملت تعاوناً تجارياً وسياحياً أعمق بكثير إلى جانب العلاقات الأمنية.

 

وبحسب هندرسون، فإن الزيارة على المستوى المحلي، تُظهر المكانة الرفيعة التي يتمتع بها ولي العهد الأمير سلمان، الذي غالباً ما يطغى على مكانته العسكرية فردان آخران من عائلة آل خليفة المالكة وهما: المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد، القائد العام لـ”قوة دفاع البحرين”، واللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد، قائد “الحرس الملكي البحريني” والأخ الأصغر غير الشقيق لسلمان.

 

ويُعتبَر كلاهما متشدداً ضد إيران، وصارماً في التعامل مع المعارضة الشيعية التي تشكل أغلبية سكان البحرين، ولا يزال المئات من أبنائها محتجزين دون محاكمة من قبل الحكومة بقيادة السنّة.

 

وتوقع هندرسون أن تنطوي الخطوة التالية على الساحة الخليجية على رد فعل عدائي من إيران التي كانت تعتبر البحرين سابقاً إحدى محافظاتها، وقد نشر “الحرس الثوري الإسلامي” التابع لها في هذا الأسبوع صورة تُظهر صاروخاً كُتبت عليه عبارة “الموت لإسرائيل” باللغة العبرية (مع خطأ إملائي).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى