مربع الخيانة العربي: إلى متى الصمت المخز؟!

دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الحادي عشر، ومع تداول أخبار -غير مؤكدة- حول احتمالية وقف إطلاق النار عصر الجمعة القادم، لا يزال مربع الخيانة العربي ملتزم الصمت المخز حيال ما يحدث للمدنيين الفلسطينيين في القطاع من انتهاكات وحشية جراء القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف.
الإمارات، البحرين، المغرب، السودان، الدول التي باعت شرفها وارتمت في أحضان الكيان الصهيوني بعد وعود واهية من ترامب بالحفاظ على أمنها الإقليمي ورعاية مصالحها الاستراتيجية، أنظمة تلك الدول لم تحرك ساكناً أمام المجازر البشعة التي تمت في حق أهالي غزة المساكين الُعزل، لم يتحرك لها فيها ضميراً أو أحاسيساً أمام بكاء الأطفال على فقدان أهاليهم ولا جثثهم بعد أن تحولت أشلاء بفعل أسلحة الكيان المحتل، الذي وضعت يدها في يده.
اكتفت تلك الأنظمة بإصدار بيانات إدانة “باهتة” لما وصفته بأعمال عنف تؤجج الكراهية من الطرفين داعية إلى ضبط النفس، ورغم خروج إدانات من العالم أجمع لما حدث من الجانب الصهيوني المحتل، نأت هذه الأنظمة بنفسها عن توجيه أي إدانة لجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال والجرائم ضد الإنسانية التي شجبها العالم- ربما لم تراها كذلك!
لقد خدعت أنظمة تلك الدول شعوبها مرتين، مرة حينما حاولت الترويج بينهم أن اتفاقيات “ابراهام” المشؤومة هي اتفاقات لتعزيز السلام في المنطقة، ولحماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان عدم تعرض الإسرائيليين لهم، ومرة حين لم ترد على انتهاكات القوات المحتلة كل مواثيق السلام وضربت بها عرض الحائط واستمرت في تنفيذ مشاريع الاستيطان غير القانونية، واقتحام المسجد الأقصى -ثالث أقدس معلم إسلامي- وتنفيذ مذابح وحشية في حق أهالي غزة.
كان حري بتلك الأنظمة أن تتخذ موقف جاد من الاحتلال الصهيوني، إلغاء اتفاقات التطبيع، إغلاق السفارات، تعليق اتفاقيات التعاون التجارية والاقتصادية والأمنية والثقافية إن كانت ترفض إلغائها، على الأقل كان يجب أن تدين ولو بالكلمة، التي هي أضعف الإيمان في ديننا الحنيف، لكن يبدو أن مثل هذه التصرفات تُعد من المحرمات في عقيدة القيادات الخائنة التي افتقرت إلى النخوة والمروءة، وأخيراً اتضح أنها متجردة من الإنسانية أيضاً.
دول العالم المختلفة، في الشمال والجنوب، في أقصى الشرق وأقصى الغرب، في بيرو، وحتى الصين الديكتاتورية الدموية، قاموا بشجب ما حدث من قبل الصهاينة، المظاهرات خرجت بالآلاف في الدول الغربية، التي لا تنطق بالعربية، ولا تدين بالإسلام، تضامناً مع الفلسطينيين، لكن هذا المشهد لم يُر تقريباً في شوارع الدول العربية الأولى والأحق بالانتصار للدم الفلسطيني، وكل هذا يُفسره طبعاً حالة التضييق الشرسة التي تفرضها أنظمة هذه البلدان “العربية” على شعوبها الذين يتم قمعهم بالحديد والنار بصور لا تقل قساوة عما يفعله الصهاينة بالفلسطينيين.
للبيت رب يحميه، ولا يضيع حق وراؤه مُطالب، حتماً سينتصر الفلسطينيون إن عجلاً أو آجلاً، وبالتأكيد ستطوى صفحة الصهاينة من التاريخ للأبد، لكن سيبقى ذكر المناضلين في عليين، ولن ينسى التاريخ ما توالت الأجيال خيانة الخائنين وخذلان المتصهينين العرب للقضية وأنصارها.
ما دامت تشرق الشمس في هذه الدنيا، وما دام في العمر يوم باق، ستظل هذه الضلوع حاملة لقلب ينبض بالعروبة رافعاً راية مقاومة الظلم والقمع والعدوان… سننتصر!