خطوات سعودية هادئة في طريق التطبيع مع الاحتلال
في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن العراقيل التي تقابل التطبيع السعودي مع الاحتلال، تقوم المملكة بخطوات تطبيع هادي مع الاحتلال، من الممر الاقتصادي الجديد الذي يربط عدد من الدول مرورا بالسعودية وإسرائيل، بالإضافة لزيارة الوفود الإسرائيلية بأريحية لبلاد الحرمين.
وجرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع “الممر الاقتصادي” بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والهند وإسرائيل وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
وسيربط هذا الممر الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، ويهدف إلى تنمية التبادل التجاري والاقتصاد الرقمي عبر تدشين مسارات سكك حديدية وربط للموانئ البحرية، مع خطوط لنقل الطاقة النظيفة، لاسيما الهيدروجين الأخضر، وكابلات نقل البيانات.
كما وصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة السعودية الرياض، لحضور اجتماع للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى رسميا وعلنيا لوفد حكومي إسرائيلي إلى السعودية.
ويضم الوفد الإسرائيلي: رئيس سلطة الآثار، ونائب مدير عام وزارة الخارجية، وممثل الاحتلال لدى منظمات الأمم المتحدة في باريس.
وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية، إن “تل أبيب” حاولت الحصول على تأشيرات لوزير الخارجية إيلي كوهين، ووزير التعليم يوآف كيش، لحضور المؤتمر، “لكنها تراجعت تحت ضغط أمريكي بعدما تردد السعوديون في الترحيب بهما”.
وقال مسؤول إسرائيلي، إن “الوفد الذي يضم تسعة أشخاص من وزارة الخارجية، يتواجد في المملكة لحضور اجتماع المنظمة الدولية بصفة مراقبين”.
وأكد الصحفي الإسرائيلي باراك ديفيد، على حسابه في منصة “إكس”، أن وفدا من وزارة الخارجية، وهيئة الآثار الإسرائيلية، وصل إلى الرياض للمشاركة في اجتماع لجنة اليونسكو.
وأكد أنها “المرة الأولى التي يزور فيها وفد حكومي إسرائيلي السعودية بشكل رسمي وعلني”.
وذكر موقع “واللا” العبري، أن المسؤولين الإسرائيليين، ينظرون إلى الزيارة بصفتها مؤشرا على تحسن العلاقات من جانب السعودية، على خلفية محاولات التوصل إلى اتفاق تطبيع بين البلدين.
واعتبر مراسل هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، أميشاي شتاين، أن زيارة الوفد الإسرائيلي إلى الرياض “حدث تاريخي”.
ورحبت اللجنة اليهودية الأمريكية، بهذا التعاون الإقليمي، مؤكدة على الدور الهام الذي تلعبه اليونسكو التي انضمت إليها الولايات المتحدة مجددا.
كما أعرب الوفد الإسرائيلي الذي وصل السعودية، عن سعادته للتواجد في المملكة، معتبرا ذلك خطوة على طريق تطبيع العلاقات بين البلدين.
ونقل موقع “الحرة” عن مصدر إسرائيلي قوله إن “أعضاء الوفد سعداء بوجودهم في السعودية، وهذه خطوة أولى جيدة”.
ووجه المصدر الشكر لليونسكو والسلطات السعودية، ووصف الزيارة بأنها “جيدة جدا”، مضيفا أن “المضيفين يعتنون بهم جيدا”.