تطبيع عسكري.. ما هي خفايا زيارة قائد الجيش المغربي للاحتلال الإسرائيلي؟
يصل المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، بلخير الفاروق، الاثنين، دولة الاحتلال بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، بحسب بيان رسمي، للمشاركة بمؤتمر عسكري دولي، في زيارة هي الأولى من نوعها لقائد جيش عربي. ويشهد مؤتمر “الابتكار العملياتي” الذي يستمر لمدة أسبوع مشاركة وفود عسكرية من 25 دولة مختلفة إضافة إلى 9 من قادة جيوش العالم، بالإضافة إلى 200 من قياديي الجيوش “رفيعي المستوى”.
وأشارت القوات المسلحة الملكية المغربية، في بيان، إلى أن “هذه المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المخصص للعديد من قادة الجيوش ووكالات التجديد في مجال الدفاع، تندرج ضمن إطار متعدد الأطراف لتشجيع تبادل المعارف والخبرات بين الجيوش المشاركة، كما تهدف هذه المشاركة، إلى إرساء أسس تعاون متين في مجال الدفاع متعدد الأبعاد والتجديد العسكري”.
وأكد البيان: “على هامش المؤتمر، يرتقب أن تجري محادثات ولقاءات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي”. وقال جيش الاحتلال في بيان إن المعرض “سيمكن من تعميق التعاون في مجالات الاستراتيجية والدفاع، وكذلك لتوسيع التعلم المتبادل والتعاون الدولي عند تطوير وتشغيل القدرات العسكرية”.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يجريها قائد جيش عربي على هذا المستوى لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها تأتي بعد زيارة مماثلة قام بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى الرباط قبل نحو شهرين.
بينما حافظت إسرائيل والمغرب على علاقات عسكرية سرية لسنوات، إلا أنهما أعادا العلاقات الرسمية عام 2020 بموجب اتفاق التطبيع إلى جانب الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، وفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست”. وفي تشربن الثاني/ نوفمبر، وقع البلدان مذكرة تفاهم أرست إطارا متينا للتعاون الأمني وإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الدفاعية بينهما. وتسمح مذكرة التفاهم بزيادة التعاون في مجالات الاستخبارات والتعاون الصناعي والتدريب العسكري والمزيد.
وسبق لإسرائيل أن شاركت في فعاليات تبادل التجارب والخبرات والتدريبات المشتركة، التي ضمتها مناورات “الأسد الأفريقي 2022″، المنظمة من قبل المغرب والولايات المتحدة. وشارك نشطاء مغاربة، في مظاهرة تطالب بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وطرد البعثة الدبلوماسية، وذلك بعد ملف يتعلق بالتحرش الجنسي والفساد داخل البعثة الإسرائيلية بالعاصمة المغربية.
ودعت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” إلى وقفة احتجاجية بسبب ملف يتعلق بالتحرش الجنسي والفساد داخل البعثة الإسرائيلية بالمغرب، وخلال الوقفة، هاجم المحتجّون مسار التطبيع مع إسرائيل ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وما أطلقوا عليه “الصمت الفاضح” لكل مؤسسات الدولة ذات الصلة بملف فضيحة مكتب الاتصال الإسرائيلي.
وخلال الوقفة التي استمرت لساعة ونصف، رفع المحتجّون الأعلام الفلسطينية، إلى جانب لافتات كتب عليها “مغاربة من أجل القدس والأقصى.. ضد العدوان الصهيوني.. ضد التطبيع”، ” فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، “نضال مستمر لإسقاط التطبيع”، “ولا تطبيع مع الصهينة الشاملة للمغرب”. كما تم إحراق علم دولة الاحتلال. وقال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، إنّ “هذه هي رسالة وقفة اليوم .. وغداً وكل يوم سنواصل معركتنا حتى استرجاع سيادتنا الوطنية المغتصبة بإسقاط التطبيع وعزل المطبعين”.