قطر ضد التطبيع.. الدوحة تؤكد مجددا موقفها من تطبيع العلاقات مع الاحتلال

عبّر مجلس وزراء قطر عن استنكاره لاستمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي، بتوسيع المستوطنات غير الشرعية في فلسطين المحتلة، وتقول الدوحة إن الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة للقانون الدولي في فلسطين المحتلة تمثّل “تطورات خطيرة”، ودعا المجلس في بيان صدر عنه، إلى التدخل العاجل والحاسم من قبل المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان والضغط على حكومة الاحتلال لإحياء عملية السلام وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران / يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وتأتي إدانة قطر بعد إعلان كيان الاحتلال عن خطط لمضاعفة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان المحتلة التي ضمتها “إسرائيل” ضمن حدودها، وأكدت مساعدة وزير الخارجية والمتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، أن “الصراع في فلسطين المحتلة يجب أن يوضع في سياق واقعي بين جانبين أحدهما شعب أعزل مجرد لا يملك دولة ويعاني منذ عقود، في مواجهة دولة نووية”، وقالت الخاطر في مقابلة سجلت فيها مواقف عدة دفاعاً عن القضية الفلسطينية: “لا نتحدث عن جانبين، نحن نتحدث عن دولة نووية تملك أقوى الجيوش في العالم، وعن شعب مشرد لا يملك دولة وظل يعاني لعقود.. الأطفال الذين قُتلوا فلسطينيون، أولئك الأطفال لم يكونوا حماس”.

 

وأضافت في لقائها مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية: “الهدنة في غزة تم التوسط فيها من خلال جهود من جانب قطر ومصر والأردن، بالتنسيق مع الولايات المتحدة”. وشددت وهي ترد على الأسئلة أنه لابد من التذكير للجميع “أن المسألة ليست “إسرائيل” وحماس، المسألة بشكل أساسي هي نضال الشعب الفلسطيني خلال 73 عاماً”. وأكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن التهدئة في قطاع غزة لم تشمل تقديم أية تنازلات، لكنها في الوقت نفسه حلّ مؤقت مرتبط بـ “استمرار الاستفزازات” من قبل “إسرائيل”.

 

وقال الوزير إن التنسيق تركز مع مصر والأردن للوصول إلى مبادرات تؤدي إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى التواصل مع حماس والفصائل الفلسطينية كافة، وكذلك السلطة الفلسطينية، من أجل حثّها على التعاون مع مبادرة وقف إطلاق النار، وحول إمكانية تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، جدد الوزير القطري التأكيد أن بلاده لن توقع أي اتفاقيات سلام مع “إسرائيل” ما لم يتم تحقيق “تقدم في عملية السلام يرضي الفلسطينيين”، مشددا على أن التطبيع “قرار سيادي لكل دولة”.

 

وشدد آل ثاني على أن قطر “لم تلمس حتى الآن أي مؤشر على أن “إسرائيل” تريد الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى السلام”، مضيفا أن قطر “موقفها ثابت وواضح ولن يتغير ما لم يحصل أي تقدم في عملية السلام بشكل يرضي الفلسطينيين”، وأكدت دولة قطر على ضرورة وجود قرار موحد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بتحرك واسع في المؤسسات والمحافل الدولية، من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، ووقف اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي، التي ترقى لمستوى جرائم حرب.

 

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن مدينة القدس المحتلة بما فيها المسجد الاقصى المبارك يشهدان حملة تصعيدية شرسة تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع وتيرة التهويد والاستيطان لتصل إلى مرحلة يمكن وصفها بالتطهير العرقي ضد الفلسطينيين لصالح المستوطنين الذين اعترفوا أمام الكاميرات بسرقة المنازل”، وأضاف أن ما يجري في الشيخ جراح حلقة ضمن مخطط تنفذه الجمعيات الاستيطانية في الأحياء العربية، وتعتبره فريضة دينية ووطنية لاقتلاع العرب والحلول مكانهم، بدعم من الحكومة الإسرائيلية وحتى القانون الإسرائيلي، وأدان وزير الخارجية القطري القصف الإسرائيلي العشوائي لقطاع غزة، الذي تسبب في ارتقاء شهداء وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، معتبرا أنه يساهم في تأزيم الوضع، ويصب مزيدا من الزيت على نار الأحداث المشتعلة في القدس المحتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى