جنوب إفريقيا ونضالها ضد الاحتلال ودعم القضية الفلسطينية

 

وصفها بعض الخبراء السياسيين بـ”البلد الثابت على موقفه”، حيث استنكرت الحكومة الجنوب إفريقية، القرار الإسرائيلي بتصنيف ووسم 6 منظمات مجتمع مدني فلسطينية كـ “منظمات إرهابية”، مؤكدةً معارضتها بشدة لهذا القرار الظالم وغير المبرر، ودعت حكومة جنوب أفريقيا، إلى وقف التعطيل الممنهج للخدمات الأساسية التي تقدمها تلك المنظمات عبر التراجع عن القرار، والسماح لها بمواصلة تقديم خدماتها المشروعة للفلسطينيين، ولجميع المنظمات الفلسطينية فورًا بالإشراف على برامجها ومشاريعها في القدس.

وطالبت بحرية الحركة والوصول لزيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية، والسماح لجميع الخبراء الزراعيين بالوصول إلى المواقع الزراعية في القدس والضفة الغربية، وأشارت إلى أن تلك المنظمات التي صنفتها “إسرائيل” بصورة غير قانونية على أنها “إرهابية”، تأسست منذ أكثر من 30 عامًا، وعملت بشكل سلمي وشفاف ووفقًا للقانون.

وكانت قد عبرت جنوب أفريقيا عن استنكارها بشدة القرار “الأحادي الجانب “الذي اتخذته مفوضية الاتحاد الأفريقي بمنح “إسرائيل” صفة مراقب في التكتل، وقالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا في بيان ”حكومة جنوب إفريقيا تشعر بصدمة جراء القرار الجائر وغير المبرر.. مفوضية الاتحاد الأفريقي اتخذت هذا القرار من جانب واحد دون مشاورات مع أعضائها”.

وقالت جنوب أفريقيا، التي تدعم الحركة الفلسطينية، إن القرار كان أكثر إثارة للصدمة خلال عام شهد تصعيدا للعنف في غزة، وجاء في البيان أن ”إسرائيل” تواصل احتلال فلسطين بشكل غير قانوني في تحد كامل لالتزاماتها الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لذلك فمن غير المفهوم أن تختار مفوضية الاتحاد الأفريقي مكافأة إسرائيل في وقت يكون قمعها للفلسطينيين أكثر وحشية بشكل واضح”.

وأصبحت صفة المراقب لـ “إسرائيل” رسمية في 22 تموز/يوليو، عندما التقى السفير الإسرائيلي في إثيوبيا وبوروندي وتشاد ، أليلي أدماسو، برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، وأكدت وزيرة خارجية جمهورية جنوب إفريقيا ناليدي باندور على ثبات موقف بلادها من القضية الفلسطينية والاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لهذه القضية العادلة، حتى انتهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.

وقالت باندور إن الشعب والقيادة الفلسطينية يجب أن يتأكدوا من قوة وثبات وإخلاص موقف جنوب إفريقيا في دعمها للقضية الفلسطينية، وتأكيدها أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر أن يتحدث باسمه وأن يفاوض عن نفسه، وأضافت أن أية مبادرة تنتقص من الدور الفلسطيني والاعتراف بالحق الفلسطيني والمشاركة الفلسطينية لن يكتب لها النجاح مهما تميزت من أفكار أو استجلبت من مشاركين، مشددة على أن بلادها لن تكون مع أية مبادرة تكون دولة فلسطين خارجها، أو ترفضها دولة فلسطين.

ويشار إلى أنه قد أكد منظمو مهرجان “ديربان” الدولي للأفلام في جنوب إفريقيا، مقاطعة مخرج وصانع أفلام إسرائيلي، بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، وعلى الفلسطينيين في الضفة المحتلة، والقدس، وأراضي الداخل المحتل عام 1948، وأوضح المهرجان أن مقاطعة الأعمال الإسرائيلية يأتي كنوع من المقاطعة الثقافية ردا على انتهاك حقوق الفلسطينيين.

وعبرت صحف إسرائيلية أبرزها يديعوت أحرونوت في نسختها الإسبانية عن قلق إسرائيلي متزايد من حملات المقاطعة المختلفة، وكان من المفترض أن يشارك المخرج “ياكي أيالون” في المهرجان بفيلمه الوثائقي “Eretz Go” الذي يتناول رحلة عائلة مهاجرة من نيجيريا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتلقى أيالون بريدا إلكترونيا من المنظمين جاء فيه أنه مع استمرار القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، يدعو الفنانون حول العالم إلى مقاطعة “إسرائيل”، وإن المهرجان ملتزم بذلك، انطلاقا من إيمانه بالعدالة الاجتماعية، وقيمة حقوق الإنسان وكرامته، وجاء في اعتذار المهرجان عن مشاركة أيالون: “لن نقدم أي أفلام لمخرجين إسرائيليين خلال مهرجان ديربان السينمائي الدولي طالما استمرت حقوق الفلسطينيين وقمعهم من قبل الحكومة الإسرائيلية”، مشيرين إلى أن أنهم عاشوا في وقت من الأوقات مثل هذا الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى