تطبيع من المقصورة الرئيسية.. كيف توظف الإمارات كرة القدم لخدمة الاحتلال؟

 

لم تترك الإمارات شاردة ولا واردة لخدمة الاحتلال الصهيوني إلا وسعت بجدية وجهد مشهود لتفعيلها، وهذه المرة في ملاعب كرة القدم، تلك اللعبة التي لا تتفوق فيها لا ما يسمى بإسرائيل ولا الإمارات، ولكن الأخيرة وجدت فيها فرصة للتفوق في مجال آخر، التطبيع، الذي كان آخر بوادره ما تداوله إعلاميون صهاينة من صور لسفير دولة الإمارات لدى الاحتلال خلال حضوره لمباراة نهائي ما يسمى بـ”كأس إسرائيل لكرة القدم” التي أقيمت مساء الأربعاء الماضي إلى جانب الرئيس الصهيوني نفسه.

 

وحضر السفير الإماراتي محمد محمود آل خاجة، رفقة الرئيس الصهيوني رؤوفين ريفلين، ووزير الرياضة الصهيوني خيلي تروبر، نهائي الكأس المحلية التي توج بها مكابي تل أبيب بعد فوزه 2-1 على هابويل تل أبيب. وأهدي رئيس الاحتلال لآل خاجة قميص المنتخب الصهيوني مكتوب عليه اسمه واسم عائلته.

 

وغير بعيد، وقع مالك فريق بيتار القدس لكرة القدم موشيه حوغيغ في دبي اتفاقية مع شركة دولية لتمثل النادي في الصفقة المتوقعة لبيع أسهم لممثلين عن العائلة الحاكمة في الإمارات. وذكرت مواقع إسرائيلية أن جوغيغ يسعى لبيع 49% من أسهم نادي بيتار القدس، ونقلت عن المعني قوله إنه يأمل أن تساهم هذه الصفقة في منح دفعة للفريق، وأكدت أن العملية قد تتم في الأيام القليلة المقبلة وبمقابل مالي ضخم.

 

ويعرف مشجعو نادي بيتار بأنهم الأكثر عنصرية في إسرائيل، وسبق لهم رفع شعارات معادية للفلسطينيين والعرب خلال المباريات بينها “الموت للعرب”. ونشر هؤلاء المشجعون مؤخرا أغاني تضم عبارات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بالتزامن مع أزمة الرسوم المسيئة التي عادت إلى الواجهة من فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة.

 

وذكرت مواقع إسرائيلية أن الاهتمام الإماراتي بكرة القدم في إسرائيل لن يقتصر على نادي بيتار القدس، ويمتد إلى سعي للاستمثار في صفقات رعاية أو استحواذ تضم عددا من الفرق مثل مكابي حيفا وهيوعيل تل أبيب، حيث وقعت رابطة المحترفين الإماراتية لكرة القدم ونظيرتها الإسرائيلية مؤخرا مذكرة تفاهم هي الأولى من نوعها، في أحدث صور التطبيع بين البلدين، عقب إبرام اتفاقات مشابهة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

ووسط رفض عربي واسع، عبّرت إسرائيل عن سعادتها بأول مشاركة رسمية للاعب منتخبها، ضياء سبع، مع نادي النصر الإماراتي، أول لاعب إسرائيلي يحترف بدوري الخليج العربي الإماراتي لكرة القدم. واحتفى الحساب الرسمي للخارجية الإسرائيلية على تويتر “إسرائيل بالعربية”، بمشاركة سبع الرسمية مع النصر، واصفا إياها بـ”اللحظة التاريخية”.

 

كما تداولت صفحات إسرائيلية رسمية على تويتر، فيديو للحظة دخول سبع، وهو من أصل عربي، بديلا في مباراة النصر ضد الجزيرة، أول مباراة رسمية له مع النادي الإماراتي. ولقي هذا التعاقد هجوما واسعا من الناشطين على مواقع التواصل، الذين وصموه بالتطبيع الرياضي الرسمي وبيع القضية الفلسطينية.

 

وفي إطار عملية التطبيع التي أعلن عنها العام الماضي بين تل أبيب وأبو ظبي، وجه فريق هوعبيل بئر السبع بطل كأس إسرائيل لكرة القدم، اليوم الخميس، دعوة لفريق شباب الأهلي الإماراتي لمواجهته في مباراة ودية، وكتب الفريق باللغة العبرية عبر حسابه الرسمي على تويتر “هذه أيام تاريخية لدولة إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ونحن جميعًا متحمسون لاتفاق السلام”، مضيفا أنه “ضمن الفرص التي تنتظرنا على المستوى الدولي، وجهنا دعوة لحامل كأس الإمارات، فريق شباب الأهلي دبي، لإجراء مباراة ودية بين الفريقين”. وتابع “نأمل أن يقبل فريق شباب الأهلي دعوتنا لحضور المباراة الودية في إسرائيل”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى