الشعب السعودي العائق أمام التطبيع

لا يزال الشعب السعودي هو العائق الرئيسي أمام تطبيع بلاده مع الاحتلال، حيث كشفت الأوساط الإعلامية للاحتلال عن حالة من الإحباط لديهم بعد استطلاع رأي غربي للسعوديين، أعلنوا فيه عن رفضهم للتطبيع.

وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على عينة تمثيلية من ألف مواطن سعودي، أظهر أن غالبيتهم يعارضون التطبيع الكامل.

وقال أريئيل كهانا المراسل السياسي لصحيفة “إسرائيل اليوم”، إن “38٪ أجابوا بالإيجاب على سؤال حول عقد بعض الصفقات مع الشركات الإسرائيلية، وهي ذات النسبة لمصر والأردن، وكلاهما تعقدان سلاما رسميا مع إسرائيل منذ عدة عقود، مع أن المستوى المرتفع والمستقر نسبيًا للدعم الشعبي السعودي لهذه الأنواع من المبادرات لافت للنظر، لأن الاستطلاع الميداني أُجري خلال شهر رمضان الذي شهد توترا متزايدا بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول المسجد الأقصى”.

وأضاف،  أن “41٪ من السعوديين وصفوا اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بأنه عامل إيجابي للمنطقة، ويرى ثلثاهم بنسبة 65٪ أن الاحتجاجات الجماهيرية الإسرائيلية ضد حكومة نتنياهو الجديدة ستؤدي لبعض الآثار الإيجابية، لكن التطبيع الكامل والتعاون العسكري مع إسرائيل يتراجع، ما يعني أن معظم السعوديين لا يفضلون التطبيع الكامل مع إسرائيل اليوم، ولا التعاون النشط معها ضد إيران، لأن 20٪ فقط يقولون إن اتفاقية التطبيع ستسفر عن نتائج إيجابية للشرق الأوسط”.

وذكر دينيس روس الدبلوماسي الأمريكي، المستشار الخاص لمجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة، أنه “من غير المتوقع حدوث اختراق للتطبيع بين إسرائيل والسعودية في أي وقت قريب، ولا يوجد تقدم مع المملكة رغم أنها تغيرت، لو أخبرتني قبل عشر سنوات، أو أخبرني أي شخص تعامل مع الشرق الأوسط، أن المملكة ستخضع لمثل هذا التغيير، لما صدقناه، صحيح أنها ليست ديمقراطية، ولن تكون أبدًا، لكنها بلد كانت هويته في الماضي وهّابية، واليوم تمنح حقوق المرأة، وهذا له أهمية كبيرة”.

وأضاف، أن “ولي العهد محمد بن سلمان أكد أنه لا يرى في إسرائيل عدواً، وقد بدأت عملية بناء العلاقات بينهما، والإسرائيليون مدعوون للمؤتمرات فيها، وشركاتهم تأتي للقيام بأعمال تجارية، وبات بناء العلاقات أمرًا طبيعيًا، لكنه يستغرق وقتًا، كما أن الملك يطلب من الولايات المتحدة أشياء يصعب تمريرها في الكونغرس مثل الأسلحة المتطورة والضمانات الأمنية والقدرات النووية، وليس من السهل إعطاؤه ذلك، فهل يجب على أمريكا أن تغير موقفها من السعودية؟ الجواب نعم”.

وتتزايد التقارير حول اقتراب صفقة التطبيع العلني بين الاحتلال وإسرائيل، بالرغم العلاقات السرية بين الجانبين، والتي زادت مع وصول محمد بن سلمان لولاية العهد عام 2017.

وفي أبريل الماضي، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب تريد “السلام والتطبيع” مع السعودية، وتعتبر ذلك “خطوة كبيرة” نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وفي فبراير الماضي، سيّرت شركة الطيران الإسرائيلية “إل عال” الإثنين، أول رحلة لها إلى الشرق الأقصى عبر الأجواء السعودية والعُمانية.

وفي 15 يوليو/ تموز 2022، أعلنت السعوديّة فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء”، دون أن يستثني القرار الطائرات الإسرائيلية المدنية، قبيل ساعات من وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة في اليوم نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى