هل يصل التطبيع بين المغرب واسرائيل إلى أعلى مراحله؟
أشار خبير إسرائيلي بارز في الشؤون الدولية إلى فرص تعاظم وتوسيع التطبيع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبين المغرب في المستقبل، وهي الخطوة التي عززت وحسنت من “مكانة إسرائيل” في المنطقة، على حد وصفه، وقال خبير في الشؤون الدولية في جامعة “بار إيلان”، إيتان جلبوع: إن “انضمام المغرب إلى اتفاقات إبراهيم والإعلان الرسمي عن ذلك مع “إسرائيل” قبل سنة، وبعد نحو 4 أشهر من الإعلان عن تطبيع الإمارات والبحرين، أدى إلى خلق محور جغرافي – سياسي – استراتيجي من الخليج عبر السودان وحتى شمال أفريقيا، وعزز الاتفاقات بشكل كبير”.
وأضاف: “تعاونت “إسرائيل” مع المغرب على مدى السنين، ولا سيما في مجالات الأمن والسياحة، وفي 1995، بعد اتفاق أوسلو، أقامت تل أبيب والرباط علاقات دبلوماسية قطعت العام 2000 عقب اشتعال الانتفاضة الثانية”، ولفت جلبوع، إلى أن “انضمام المغرب إلى اتفاقات إبراهيم، رمم ورفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين ووسعها لمجالات أخرى”، منوها إلى أن “المغرب انضم للتطبيع بسبب تطلعه لمقابل سياسي عظيم القيمة تلقته من الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب”.
وفي السياق، نظمت السفارة المغربية والإسرائيلية في واشنطن احتفالًا بمناسبة مرور عام على اتفاق التطبيع بينهما، حضره عدد من أعضاء الكونغرس، وأكدت خلاله السفيرة المغربية أن التطبيع هو التطور الطبيعي لعلاقة طويلة الأمد، حيث أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أمس السبت، إلى احتفال نظمته سفارتا المغرب والاحتلال أجري مساء أول من أمس الخميس في أحد فنادق العاصمة الأميركية، وحضره عدد من أعضاء الكونغرس ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى يوئيل لامبرت.
ونقل موقع الصحيفة الإسرائيلية، عن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هيرتزوغ قوله في الاحتفال: “هذا ليس مجرد اتفاق آخر في سلسلة من الاتفاقات الإسرائيلية العربية، إنه يمثل فصلاً جديداً في العلاقات الخاصة التي تتعمق أكثر وتتماشى مع المصالح الجيوسياسية”، وقالت السفيرة المغربية في واشنطن الأميرة جماله العلوي: “إنه بناء على تعليمات الملك محمد السادس تقرر استئناف العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”، وفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية”. وأضافت: “التطبيع بين الدولتين كان التطور الطبيعي لعلاقة ثرية متعددة المجالات طويلة الأمد وتعبر عن عمق التزام المملكة بالجالية اليهودية المغربية”.
وأفاد موقع “i24news.tv” الإسرائيلي بتأسيس جمعية صداقة بين المغرب و”إسرائيل” في مدينة الدار البيضاء بهدف “تعزيز وتطوير الروابط بين البلدين”، وذكر الموقع ذاته أن جمعية “دائرة الصداقة المغرب-إسرائيل” بالدار البيضاء التي يرأسها غابرييل بانون المستشار السابق لياسر عرفات، حصلت على “ترخيص من طرف السلطات المغربية وتعتزم الجمعية العمل في إطار الإعلان التاريخي لـ22 ديسمبر 2020 الموقع بين الوفد الأمريكي – الإسرائيلي رفيع المستوى والمغرب”.
ونقل عن بيان لهذه الجمعية أنها تعتزم في “إطار توجيهات الملك محمد السادس، إدراج أنشطتها وبرنامج عملها ضمن هذا التوجه، على أساس المبادئ المعلن عنها في هذا الإعلان”، وتنوي الدائرة الجديدة الخاصة بالصداقة المغربية الإسرائيلية “تشكيل إطار للحوار والتبادل القائم على تطوير العلاقات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين والشعبين”، علاوة على “تعزيز الإطار المرجعي للقيم الكونية التي من شأنها مواكبة مبادئ سلم عادل ومستدام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الشرق الأوسط”، ومن أهدف هذه الجمعية أيضا “المساهمة في بين المغرب وإسرائيل”، و”العمل من أجل التعاون في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم والبحث والفنون والأعمال الخيرية الإسرائيلية المغربية”.