بإعداد “خارطة طريق”.. هل أصبحت واشنطن كلمة السر في تطبيع السعودية مع الاحتلال؟

 

تعمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على إعداد “خارطة طريق” لتطبيع العلاقات تدريجيا بين تل أبيب والرياض، وذلك قبل زيارة بايدن المقررة إلى الشرق الأوسط، الشهر المقبل، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي، عن أربعة مسؤولين في البيت الأبيض.

وأفاد التقرير بأن الإدارة الأميركية تسعى لتكريس الزيارة لمواصلة دعم مساعي تل أبيب لتعزيز علاقاتها مع العالم العربي، والدفع نحو المزيد من اتفاقيات التطبيع على غرار تلك التي ساهمت بتوقيعها الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب.

ولفتت المصادر إلى أن البيت الأبيض عقد، جلسة تحضيرية لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، بمشاركة خبراء إستراتيجيين طرحوا فكرة إعداد “خارطة طريق للتطبيع” بين تل أبيب والرياض، دون الخوض بمزيد من التفاصيل.

وبحسب التقرير فإن المسؤولين في البيت الأبيض أوضحوا أنه لن يتم التوصل إلى تفاهمات نهائية في هذا الشأن قبل زيارة بايدن المرتقبة إلى المنطقة، فيما شدد المسؤولون على أن الجانب الأميركي ماض في جهود وضع “خارطة الطريق” التي سيتم مناقشتها مع المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين خلال زيارة بايدن.

وأوضح مصدر مطلع، تحدث لموقع “أكسيوس”، أن البيت الأبيض يرى أن أي خريطة طريق للتطبيع بين تل أبيب والرياض ستعتمد على عملية طويلة الأمد قد تستغرق وقتًا. وأكد مصدر آخر أن رؤية البيت الأبيض تعتمد على إستراتيجية تدريجية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أنه لا يتوقع انفراجة كبيرة في ما يتعلق بالتطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه شدد على أن موافقة السعودية على السماح لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي للرحلات الجوية إلى الهند والصين، باتت “وشيكة للغاية”.

وبحسب التقرير فإن البيت الأبيض يعمل بهدوء على التوسط بين تل أبيب والرياض والقاهرة للتوصل إلى تفاهمات أمنية يتم بموجبها نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين في البحر الأحمر، من مصر إلى السعودية.

وأوضح التقرير أن جهود الوساطة في هذا السياق، قد تؤدي إلى خطوات تطبيع منفصلة وتدريجية بين السعودية وإسرائيل. وشدد مصدر أميركي مطلع على الجهود الأميركية في هذا الشأن أن البيت الأبيض يحاول تقليل التوقعات حول ما هو ممكن في الوقت الحالي وما هو غير ممكن والتركيز على بدء العملية.

كما أشار الموقع إلى أن بايدن يعتزم مناقشة مخطط لنظام دفاع صاروخي وبحري متكامل بين واشنطن وتل أبيب ودول عربية لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

وقال دبلوماسي غربي في المنطقة إن واشنطن ما زالت تعمل على إقناع دول مجلس التعاون الخليجي ككتلة واحدة، بالموافقة على الانضمام إلى نظام دفاع جوي أميركي – إسرائيلي متكامل.

وتأمل واشنطن أن يساعد تعزيز التعاون، وخاصة في مجال الأمن، على زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة وعزل إيران، وربما يمهد الطريق لمزيد من اتفاقيات التطبيع، بما في ذلك مع السعودية، بعد إقامة علاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين في عام 2020.

وفي هذا السياق، قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إن إسرائيل تبني “تحالفا للدفاع الجوي في الشرق الأوسط” بقيادة الولايات المتحدة، مضيفا أن التحالف أحبط بالفعل محاولات لشن هجمات إيرانية وقد يستمد مزيدا من القوة من زيارة الرئيس جو بايدن الشهر المقبل.

وأوضح غانتس “آمل أن نتخذ خطوة أخرى للأمام في هذا الجانب (من التعاون الإقليمي) خلال زيارة الرئيس بايدن المهمة”. وأضاف “خلال العام الماضي، كنت أقود برنامجا مكثفا مع شركائي في البنتاغون والإدارة الأميركية سيعزز التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة.

وتابع أنه “هذا البرنامج بدأ العمل به بالفعل وتمكن بنجاح من اعتراض محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى”. ولم تتضمن تصريحات غانتس أسماء أي شركاء آخرين في التحالف ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الهجمات التي تم إحباطها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى