مشروع ممر الطاقة الجديد.. تطبيع خليجي وضرر لنظام السيسي

دشنت الولايات المتحدة الأمريكية والهند وعدد من الدول مشروع ممر للطاقة، يمر بدول خليجية وإسرائيل، ما اعتبرته تقارير إسرائيلية يهدد قناة السويس المصرية وبالتالي حدوث خسائر اقتصادية لمصر التي تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية طاحنة، وذلك بالرغم من إمعان نظام السيسي في التطبيع مع الاحتلال.

وجرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع “الممر الاقتصادي” بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والهند وإسرائيل وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

وسيربط هذا الممر الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، ويهدف إلى تنمية التبادل التجاري والاقتصاد الرقمي عبر تدشين مسارات سكك حديدية وربط للموانئ البحرية، مع خطوط لنقل الطاقة النظيفة، لاسيما الهيدروجين الأخضر، وكابلات نقل البيانات.

وقال تقرير اقتصادي إسرائيلي، إن مصر ستكون أكبر الخاسرين من مشروع الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا.

ونقلت صحيفة “جلوباس” الاقتصادية العبرية، عن يوئيل جوزانسكي، رئيس قسم السياسة الإقليمية في معهد الدراسات الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلي (INSS)، قوله إن مصر التي تسيطر على قناة السويس التي يمر عبرها 10% من إجمالي التجارة العالمية وحوالي 7% من حركة النفط، ستكون أولا وقبل كل شيء أكبر الخاسرين من هذا المشروع.

وأضاف أن قناة السويس التي قفزت إيراداتها في السنة المالية 2022/2023 إلى 9.4 مليارات دولار، من 7 مليارات دولار في العام السابق، تمثل بالنسبة لدولة مثل مصر، التي تبلغ ديونها لصندوق النقد الدولي حاليا نحو 12.5 مليار دولار، بمثابة إنعاش حقيقي لاقتصادها.

واستدرك: “لكن بعد هذا المشروع الطموح فإن تقليل الاعتماد الأوروبي والهندي على قناة السويس، وحتى الطريق المختصر بينهما عبر ممر نقل جديد، يمكن أن يشكل ضربة قاتلة للقاهرة”.

وأضاف: “من المؤكد أن ربط مثل هذه البنية التحتية الإقليمية المشتركة بين الدول بمشاركة الرياض يمثل تحديًا للصين، وفي الوقت نفسه، سيؤدي ممر النقل المعين إلى تقصير سلاسل التوريد، وبالتالي تقليل اعتماد الدول على الصين”.

وحول أهمية المشروع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال المحلل الاستراتيجي الإسرائيلي،  إن دخول السعودية في هذا المشروع مرتبط بـ”مدينة المستقبل” التي يقوم بإنشائها (نيوم)، حيث يمتد مشروعه الرائد على مساحة 26.5 كيلومتر مربع، وقد تصل الاستثمارات المقدرة فيه إلى 500 مليار دولار.

وتابع: “إلا أن المدينة تقع في غرب البلاد، وبالتالي سيتطلب الأمر الكثير من التفكير حول كيفية ربطها بشبكة الإنترنت ومشروع النقل الإقليمي”.

واستطرد: “إذا أضيفت نيوم بالفعل إلى المشروع الطموح، فإن مدينة إيلات على الجانب الإسرائيلي قد تستفيد بشكل كبير أيضا، حيث تتاخم الحافة الشمالية الغربية لنيوم مضيق تيران، مدخل البحر الأحمر”.

ومع انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013، زاد السيسي من تعميقه للتطبيع مع الاحتلال، والتي وصلت لتغييرات في المناهج الدراسية لتحسين صورة الاحتلال، والتي أشادت بها الأوساط الإعلامية في الاحتلال، حتى اعتبر السيسي في إسرائيل وفق ما صرح به مسؤولين إسرائيليين بالكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى