محمد الخاجة: أتى بعار لم يأت به أحد قبله

محمد الخاجة: أتى بعار لم يأت به أحد قبله

مجدداً تؤكد أبواق النظام الإماراتي أنهم يستحقون وبجدارة أن يحصدوا كافة ألقاب الغدر والخيانة، رغم هرولة الكثيرين نحو هذا الحضيض، يثبت الإماراتيون -المطبعون منهم- ودائماً أنهم الأجدر والأكثر استحقاقاً لهذه الألقاب.

لقد تقلد هؤلاء كل مواقع الريادة المتعلقة بالذل والخزي، أتوا بما لم يأت به أحد قبلهم، كانوا هم القادة في الانبطاح وجلب العار للأمة العربية التي يسعون حالياً للقضاء على عروبتها.

محمد محمود الخاجة، أول سفير للإمارات في إسرائيل، ورغم أنه ليس أول سفير عربي لدى هذا الكيان المحتل، إلا أنه الأول بسعيه الدؤوب نحو توطيد أواصر المحبة وتقوية العلاقات بين الصهاينة والعرب، بكل عزيمة وإصرار، ليتفوق وبهذا الجهد على سابقيه، وربما من يأتون بعده، فمن الصعب أن يتخيل أحد أن هناك من هو أكثر خسة من هذا.

وكان الخاجة قد أدى اليمين القانونية، الأحد الماضي، أمام الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

ومع اليوم الأول لتوليه منصب سفير العار، وهو لم يتوقف عن التأكيد على أنه الأسعد والأكثر فرحة بهذه المهمة المخزية، لقد كتب رسالة موحدة بالعربية والعبرية والإنجليزية، في أولى تغريداته عبر حسابه على تويتر قائلاً: “يسعدني إطلاق حسابي الرسمي على موقع تويتر كأول سفير لدولة الإمارات لدى دولة إسرائيل”.

محمد الخاجة: أتى بعار لم يأت به أحد قبله

الكثير من السفراء العرب تولوا قيادة البعثات الدبلوماسية بين بلادهم وبين الدولة المحتلة، لكن أحد منهم لم يتباه بهذا المنصب كما فعل الخاجة، لم يغفل أحد منهم على الأقل عن كونهم عرب ينتمون إلى دول ترغب في تنفيذ قرارات مبادرة السلام العربية 2002 التي تتمسك بحق الفلسطينيين في العودة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، عكس هذا الخاجة، الذي يبدو أنه لا يؤمن سوى بما يعرف بـ “صفقة القرن”، التي تهدف على القضاء على كل ما هو فلسطيني، أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة.

ثلاث تغريدات حتى الآن كتبهم الخاجة على حسابه، الذي يتفاخر به الصهاينة، منذ أن قام بتدشينه الأربعاء الماضي، لم يذكر فيهم شيئاً عن فلسطين، لم يتحدث فيهم عن حقوق الفلسطينيين المهدرة، لم يطالب بوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتي تحدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع، اكتفى فقط بالإشادة بإسرائيل، والتفاخر بتواجد سفارة لبلاده داخل إسرائيل، وهي السفارة التي تُقام على أراضي فلسطينية مغتصبة، لقد تغافل عن هذا أيضاً.

Image result for الإمارات واسرائيل

في إحدى تغريداته، عبر الخاجة عن فخره بدور إسرائيل في محاربة فيروس كورونا، لقد قال إنها تتصدر دول العالم في برامج اللقاحات، مشيداً بدورها في إنقاذ الأرواح، ناسياً أو متناسياً أنها تقوم بتطبيق هذا البرنامج بعنصرية شديدة ضد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، لا توافق على منحهم هذه اللقاحات بسهولة، والأبشع من ذلك، لقد منعت وصول اللقاحات إلى غزة، التي تعاني بالفعل من ويلات حصار فرضته عليها منذ عقد ونصف، لكن يبدو أنه لا يعترف بوجود الفلسطينيين من الأساس كي يضعهم في حسبانه.

كما أعرب السفير الإماراتي عن تطلعه “إلى العمل مع المسؤولين الإسرائيليين لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، ولنشر قيم السلام والتعايش بين شعبي البلدين”، هو مقتنع تماماً بكل ما كتبه، مقتنع أن إسرائيل يمكن أن تحقق السلام، رغم أن وجودها أصلاً هو حرب واغتصاب وانتهاكات لا نهاية لها.

محمد الخاجة: أتى بعار لم يأت به أحد قبله

لا توجد كلمات يمكن أن تصف حجم هذا الغدر وهذه الخيانة، لقد وقف الكلام عاجزاً أمام مستويات الخسة هذه، كل ما يمكن قوله هو أن النظام الإماراتي مصمم على حمل راية العار وقيادة العالم العربي بكل الخزي نحو قاع الخسة والخيانة، والأسوأ، أن الأسوأ لم يأت بعد.

اقرأ أيضًا: لتجهيز افتتاح سفارة العار.. وفد إماراتي في تل أبيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى