كيف تساهم المقاطعة الثقافية في عزل الاحتلال؟

 

يستغل الاحتلال الثقافة علانية كدعاية لتلميع أو تبرير وجود نظامه الاستعماري العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وفي ظل هرولة بعض الفنانين والكتاب العرب نحو مشاريع تطبيعية، هناك بعض النماذج التي كانت ثابتة على موقفها من القضية الفلسطينية، حيث ثمنت حركة المقاطعة موقف الروائية الإيرلندية الشهيرة وصاحبة الموقف الحر، سالي روني، لرفضها نشر كتابها الأخير من قبل دار النشر الإسرائيلية المتورطة في منظومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، مودان بابليشينج هاوس، وقالت حركة المقاطعة في بيان لها: إن “روني بذلك تنضم إلى عدد متزايد من الكتاب والكاتبات المقاطعين لدور النشر الإسرائيلية المتواطئة، التزاما منهم بالمقاطعة الثقافية لـ “إسرائيل”.

وأضافت “بينما ينضم آلاف الأكاديميين والفنانين من حول العالم، ومن ضمنها المنطقة العربية، إلى المقاطعة الأكاديمية والثقافية، تمسكا بالواجب الأخلاقي تجاه قضية الشعب الفلسطينية ونضاله المستمر نحو الحرية، يهرول بعض الفنانين والكتاب العرب نحو مشاريع تطبيعية”، وأوضحت أن ذلك يتمثل في “إكسبو دبي”، الذي يسهم في تلميع جرائم الاحتلال ضد شعوب المنطقة العربية والشعب الفلسطيني تحديدا، متجاهلين كل نداءات المجتمع المدني والأصوات الحرة المناهضة للتطبيع.

وقالت حركة المقاطعة إنه منذ انطلاق الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية في عام 2004، شهدت المقاطعة الثقافية نجاحاتٍ عديدةً، تفاوتت من حيث الحجم والتأثير، وأسهمت بمجملها في جعل الثقافة العالمية والعربية عصيّة نسبيًا على الاختراق من قبل نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي في ظل الوضع الثقافي المترهل، وأوضحت أنها أسهمت الحملة وحلفاؤها حول العالم في إعلاء شأن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي فرض المزيد من العزلة على الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت “نشهد رفضًا شعبيًا متناميًا لكل أشكال التطبيع مع العدوّ، على الرغم من محاولات الاحتلال ومعه معظم الأنظمة الاستبدادية العربية إظهار عكس ذلك، الأمر الذي يبشّر بأن كلّ المحاولات والاتفاقيات والتغيرات السياسية في المنطقة ما زالت تقف عاجزة أمام شعوب تفهم جيّدًا منطق الأشياء وتعرف عدوّها رغم كل محاولات تمييع الصراع”، وأشارت إلى أن هذه الأنظمة، بإمكانياتها المالية والدعائية والإعلامية الهائلة، التي تسعى لتسخيف الثقافة العربية وإغراقها بمزيجٍ غريبٍ من الأصولية الدينية المتطرفة والإقصائية من جهة والهبوط الفني المروّع من جهة أخرى، تسهم في حرب النظام الاستعماري الإسرائيلي الهادفة لتطبيع وجوده في عقول وقلوب الشعوب العربية ولضرب الجبهة الثقافية في المنطقة العربية برمّتها.

وبيّنت أن “كل هذا يرسخ قناعتنا بأن الجبهة الثقافية، وإحدى ركائزها المقاطعة الثقافية، هي القلعة الأصلب في وجه الأعداء”، وقالت “أظهرت النجاحات العديدة التي حققتها جهود مناهضة التطبيع في المنطقة العربية، والمقاطعة الثقافية حول العالم، مدى تأثير المقاطعة الثقافية في عزل الاحتلال، كما بيّنت أهمية تصعيد المقاطعة في المرحلة السياسية الحرجة الراهنة”.

وأضافت “قد تنوّعت هذه الجهود بين اعتراضات شعبية على التطبيع في كافة الميادين، والتي كان أبرزها مؤخراً حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ دعت لمقاطعة مجموعة (MBC) السعودية بعد بثها لمحتوىً تطبيعي فاضح وترويجها لمقولات تعد خيانة لقضية فلسطين؛ القضية المركزية لشعوب المنطقة، وأكدت أن ذلك جاء بالإضافة إلى الانسحابات العربيّة والفلسطينية المتتالية من مهرجانات وندوات مدعومة من جهات إسرائيلية، أو كانت تهدف إلى الجمع بين عرب وإسرائيليين تحت شعارات الحوار والسلام الزائف.

أمّا عالميًا، أكدت الحركة أن للمقاطعة الثقافية “حصة كبيرة من جهود نشطاء حركة المقاطعة (BDS) وأصحاب الضمائر الحيّة حول العالم. فتوالت النجاحات والتي كان أبرزها خلال العام المنصرم انضمام عشرات الآلاف لنداء مقاطعة مسابقة الغناء العالمية (Eurovision) والتي عقدت في تل أبيب، ما أدى لقدوم 10% فقط من أعداد السيّاح المتوقعين”، وبيّنت أنه سبق ذلك نجاحاتٌ عديدةٌ منها إلغاء العديد من الفنانين العالميّين عروضاً لهم في تل أبيب أو في مهرجانات دوليّة مدعومة من منظومة الاستعمار والفصل العنصريّ، مثل “شاكيرا” و”لانا ديل راي” و”لورد” وغيرهن، استجابةً لمناشدة معجبيهن لهن بضرورة احترام نداء المقاطعة الثقافية والفنية للاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى