علاقات غير رسمية بين السعودية وإسرائيل تنتظرها اتفاقية تطبيع علني
تبرز الوقائع الرسمية التطبيع غير الرسمي بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، من بينها السعودية، التي تربطها علاقات غير رسمية مع الاحتلال، في ظل مساعي لعقد صفقة تطبيع رسمي بين الجانبين.
وأعرب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن شكره للسلطات السعودية لتعاملها “الدافئ” مع مسافرين إسرائيليين هبطت طائرتهم “اضطراريا” في مطار جدة غربي المملكة مساء أمس الاثنين.
وقال نتنياهو في بيان نشره مكتبه الرسمي باللغة العربية: “أود التعبير عن بالغ تقديري لتعامل السلطات السعودية الدافئ مع المسافرين الإسرائيليين الذين مرت طائرتهم في أزمة فاضطرت للقيام بالهبوط الاضطراري في جدة”.
وأضاف: “يسعدني أن الجميع يعودون إلى بيوتهم سالمين.. إنني أثمن عاليًا حسن الجوار”.
وأعلنت شركة “طيران سيشل”، الإثنين، هبوط طائرة تابعة لها كانت متجهة إلى تل أبيب في مطار جدة بالسعودية، بسبب اكتشاف عطل فني بالطائرة، وقالت إن الركاب سيقضون الليل في أحد فنادق السعودية، وفي وقت لاحق، غادرت طائرة بديلة تابعة للشرطة نفسها لإعادة الركاب إلى إسرائيل.
وقد كان هناك 128 إسرائيليا على متن الطائرة، وهي من طراز إيرباص 320، واضطرت للهبوط بسبب خلل في نظامها الكهربائي.
وهبطت الطائرة في جدة بعد حوالي 4 ساعات من انطلاقها جزر سيشل، أي حوالي ساعة ونصف قبل الهبوط المخطط له في إسرائيل.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن مطار جدة تم تحديده مسبقا كمطار بديل لمسارات الطيران إلى إسرائيل، وتمت الموافقة على الهبوط هناك في حالات الطوارئ للرحلات الجوية من وإلى إسرائيل التي تمر عبر الأجواء السعودية.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن ركاب الطائرة أمضوا ليلتهم بفندق في مطار جدة.
وأضافت: “أقلعت صباح اليوم طائرة بديلة تابعة لطيران سيشل من دبي إلى جدة ومن المتوقع أن تهبط هناك قريبا”.
و أعلنت هيئة البث إقلاع الطائرة البديلة من جدة في طريقها إلى إسرائيل.
يأتي ذلك في ظل مساع إسرائيلية وأمريكية تكثفت مؤخرا لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه، زعمه أنه “تحقق تقدم في الاتصالات بين السعودية والولايات المتحدة، بعد ثلاث زيارات لمستشار الأمن القومي جيك ساليفان في السعودية”.
وأضاف المسؤول: “يتحدثون عن اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل السنة القادمة، على ما يبدو في بداية السنة”، منوها إلى أن “أساس محادثات السعوديين مع الأمريكيين تتركز عن إيران، حيث تطالب الرياض بحلف دفاع من الأمريكيين، والذي سيفترض إقراره من مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين”.
وأكد المسؤول، أن “إسرائيل لم تعط موافقتها على إنشاء مفاعل نووي مدني للسعوديين”.
وقال: “لم ينزلوا بعد إلى أعماق الأمور، ولا توجد بعد مطالب محددة من إسرائيل، يبدو أنه في نهاية المطاف، سيتركز الأمر على مساعدة اقتصادية للفلسطينيين تأتي من السعوديين والأمريكيين وليس بالضرورة على مطالب محددة من إسرائيل؛ كتجميد البناء الاستيطاني وما شابه، والتي تعارضها إسرائيل بما في ذلك بسبب تركيبة الحكومة الحالية (اليمينية)”.