ضيف جديد على “صغار المُطبعين”.. مصطفى الفقي المُسبح باسم “الاحتلال”

 

لا يترك السياسي والدبلوماسي السابق، المقرب من النظام المصري، مصطفى الفقي فرصة لـ “حشر” اسم الكيان الصهيوني -الذي يناديه بـ “إسرائيل” بالطبع- إلا ويستغله بصورة لافتة، إذ إنه وللمرة الثانية خلال أيام، عاد الفقي إلى ذكر إسرائيل باعتبارها وسيلة لحل أزمة سد النهضة، مؤكدا أنها تملك تأثيرا على إثيوبيا، مشيرا إلى رغبتها القديمة في أن تكون إحدى دول المصب بنهر النيل.

وخلال لقاء مع برنامج “يحدث في مصر”، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر المقرب من النظام، عبر فضائية “إم بي سي مصر” المملوكة للسعودية، قال الفقي الذي يتولى حاليا منصب مدير مكتبة الإسكندرية، إن مصر عليها الاعتماد في حل الأزمة على الحلول غير التقليدية والاتصالات مع الدول صاحبة التأثير الحقيقي.

السياسي المصري المقرب من النظام، أشار في حواره إلى أن مصر تجرد نفسها من أدواتها بسبب “المثاليات”، في حين أن السياسة لا تعرف المثاليات، داعيا مصر إلى إقناع إسرائيل بمساعدتها في حل أزمة سد النهضة، لما تملك من تأثير كبير على جميع الأطراف.

وشدد الفقي على أن اقتناع إسرائيل بضرورة دعم مصر في قضية سد النهضة قادر على تغيير الموقف الأميركي من الأزمة، بل وقادر على تغيير الموقف الروسي أيضا، مشيرا إلى عدم تصور المصريين “تأثير إسرائيل غير المباشر على القوى الدولية صانعة القرار”.

وأوضح أن إسرائيل طلبت من قبل الوساطة في أزمة سد النهضة، لكن مصر رفضت خوفا من أن “تعطي القط مفتاح الكرار”، فإسرائيل تحلم أن تكون إحدى دول مصب نهر النيل منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقد كان ذكيا حين لوح لهم بورقة المياه حينها لتشجيعهم على إنهاء مفاوضات السلام، لكن الوضع الآن يدعو للتفكير في هذا الأمر، على حد قوله.

هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها مصطفى الفقي للتوجه إلى إسرائيل، فقد سبق أن أشار إليها، الأسبوع الماضي، ضمن الحلول في إطار استعراضه أوراقا ما زالت تملكها مصر، ومنها دول “غير عربية”، في إشارة إلى إسرائيل، وأنها قادرة على الضغط على إثيوبيا، رافضا القول بأن “إسرائيل جزء من المشكلة”.

ويؤكد مراقبون أن مصر تتعرض لحصار مائي من دولة المنبع إثيوبيا، وداعمتها الرئيسية بالمعدات والخبرات والأسلحة الدفاعية إسرائيل، بهدف الضغط على مصر لتوصيل المياه لإسرائيل، عبر ترعتي السلام وسرابيوم، باعتبار ذلك جزءًا من الحل النهائي لأزمة سد النهضة.

ورغم تلويح قائد النظام المصري عبد الفتاح السيسي باستخدام القوة، تواجه مصر والسوان موقفا إثيوبيا متعنتا في قضية سد النهضة، بالشروع في ملء ثان للسد بالمياه، من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.

ورغم نقل مصر القضية لمجلس الأمن الذي عقد، الأسبوع الماضي، للمرة الثانية جلسة بشأن نزاع سد النهضة، لم يصدر المجلس أي قرار بشأن الأزمة، وأعاد قضية سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي، داعيا الدول الثلاث إلى المضي في مسار التفاوض، وهو ما يعد ضربة لجهود مصر والسودان التي كانت تأمل في إلزام إثيوبيا باتفاق ثلاثي حول اقتسام مياه السد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى