صمود أهالي الشيخ جراح يُخرج “المتصهينين الجدد” عن صمتهم

 

فيما يتعرض أهالي الشيخ جراح الآن إلى جريمة بشعة تعيد للأذهان مشاهد النكبة والتهجير القسري الذي تلاها، فإن المتصهينين العرب في حالة حزن شديد على ما ألم بالصهاينة من هم وكرب بعد ما فقدوه من ضحايا، أما الفلسطينيين: فإلى الجحيم! هذا بالتأكيد لسان حال القناعي وأمثاله ممن يستغلون كل الفرص الممكنة للتأكيد على ترحيبهم بالكيان المحتل وأبنائه المغتصبين لأراضي الأشقاء الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذا التجبر الصهيوني وتفشي النفاق العربي.

 

وفي الوقت الذي يناضل فيه المقدسيون دفاعا عن المدينة، يدشن صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأحد مستشاريه المدعو جاريد كوشنر بدعم كبير من حكومة الإمارات وحكومة البحرين، مؤسسة جديدة يقول إنها لدعم تطبيع العلاقات بين دول عربية جديدة ودولة الاحتلال الصهيوني بعدما أتم تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع العدو الصهيوني المحتل، بموجب اتفاقيات تمت أثناء شغله منصب مستشار ترامب، اتفاقيات قبلتها الأنظمة الحاكمة في تلك الدول لكن الشعوب كافة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني رفضها واعتبرها لا تعبر إلا عن أولئك الموقعين عليها.

 

ووفقا لما أعلنته المؤسسة التابعة لكوشنر، إن صهر الرئيس الأمريكي السابق وراعي اتفاقيات التطبيع بين الأنظمة المستبدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، قد بدأ الخطوات الفعلية لتأسيس ” معهد أبراهام من أجل السلام” ومن أجل التوسع في عقد اتفاقيات مماثلة لما تمت بين الأنظمة التي طبعت مع دولة الاحتلال خلال الأشهر الماضية.

 

من جانبه أعلن المعهد بيانا أعلن فيه أن من بين المساهمين في تأسيس المعهد رجل الأعمال الصهيوني حاييم صبان، ووصف المعهد نفسه بأنه مؤسسة مستقلة غير مؤطرة ضمن تنظيمات أو جهات حزبية، كما أعلن أن المبعوث الأمريكي السابق آفي بيركويتز وسفراء من دولة البحرين ودولة الإمارات ودولة الاحتلال والولايات المتحدة سوف يعلنون قريبا انضمامهم إلى تلك المؤسسة الجديدة من أجل نشر ثقافة السلام وفق زعمه. كما أفاد بيان المعهد بأن مؤسسو المعهد “ينوون ضم ديمقراطيين آخرين للمؤسسة وكذلك مستشارين دوليين من المنطقة”.

 

وفي السياق ذاته، أعلن الصحفي الإماراتي محمود العوضي عن توليه رئاسة تحرير منصة إعلامية عربية -عبرية من إسرائيل من المقرر أن يتم تدشينها السبت 08 مايو/أيار الجاري، ليكون بذلك أول خليجي يرأس وسيلة إعلام إسرائيلية.

 

وفي تغريدة نشرها الخميس الماضي على حسابه الشخصي على “تويتر”، كتب العوضي – المدير الإقليمي للصحيفة الإليكترونية “إيلاف في الخليج” – “خطوة جديدة وبداية تجربة مختلفة بالنسبة لي بعد أن أصبحت أول رئيس تحرير لمنصة إعلامية عربية إسرائيلية تصدر من إسرائيل وسوف أنشر المزيد من التفاصيل وأكشف عن هوية هذه المنصة خلال ساعات”.

 

في تصريحاته حول هذه المنصة، قال العوضي لموقع “إرم” إن المنصة الجديدة ستدشن رسميا بعد يومين، وإن فريق العمل مكون من صحفيين عرب وإسرائيليين، وستكون في البداية باللغتين العربية والعبرية على أن تتبعهما نسخة إنجليزية لاحقا”، مشدداً على أن المنصة “غير معنية بالسياسة وستركز على مجالات الفن والرياضة والاقتصاد والسياحة والطب والجامعات، لافتا إلى أن رجال أعمال إسرائيليين يقفون خلف تمويل المنصة ويهدفون من خلالها لفتح قناة تواصل مع العالم العربي”.

 

من خلال تصريحات العوضي نستشف أنه لن يتحدث من قريب أو من بعيد عن أي شيء يمكن أن يظهر الوجه القبيح للكيان المحتل ما يضع أسياده الخونة المطبعين حرج دائم ومستمر، فالسياسة الذي ذكر العوضي أن المنصة ستتجنب الحديث مقصود بها “القضية الفلسطينية” وانتهاكات “الكيان المحتل” قولاً واحداً، وهي أمور لو تُرك العنان لنشرها ستتوالى فضائح الصهاينة وعملائهم بلا توقف.

 

وتزامن الإعلان عن هذه المنصة “اللقيطة” مع انتهاء المدة الزمنية التي حددتها محكمة الاحتلال العليا لأهالي وعائلات حي الشيخ جراح الفلسطيني للوصول إلى اتفاق مع الصهاينة المستوطنين لبحث كيفية إخلاء الفلسطينيين منازلهم، قبل أن تمد المحكمة المهلة حتى الاثنين القادم، ثم تبع هذا القرار اقتحامات من المستوطنين وعنف همجي من جنود الاحتلال ضد سكان المدينة وضد المصلين في المسجد الأقصى الشريف الذي تم اقتحامه دون أي احترام لحرمته يوم الجمعة المباركة.

 

قضية الشيخ جراح كانت كفيلة بأن يعيد كل المطبعين تفكيرهم في مسألة تطبيع العلاقات وشرعنتها مع الاحتلال إن كان هدفهم هو نشر السلام حقاً، فالأزمة أكبر دليل أن هذا المحتل الغاصب لا يرجو سلاماً ولن يسمح بالسلام، بل ويسعى بكل أدواته لإشعال نيران الحرب كلما أخمدتها مفاوضات السلام ونقاشات الذل التي يتولاها هؤلاء الخانعين المطبعين.

اقرأ أيضًا:  في ظل صراع محتدم بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني .. الإمارات والبحرين تدعمان تأسيس معهد لرعاية اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى