رمزية خاصة.. لماذا يولي الاحتلال أهمية خاصة للتطبيع المغربي أكثر من باقي المطبِّعين العرب؟

 

تعول تل أبيب على مستقبل العلاقات مع الرباط، بصورة خاصة على البعد الجغرافي للمغرب مما يجعله أقل عرضة لطبيعة الصراعات الإقليمية المتغيرة في دول المشرق، حيث أبرمت شركة تنقيب إسرائيلية اتفاقية مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي، تُمنح بموجبها الحق الحصري في الدراسة والتنقيب عن النفط والغاز في إقليم الصحراء، على طول ساحل المحيط الأطلسي.

بحسب موقع “إنيرجيا نيوز”، المهتم بأخبار الطاقة، لم يتبق سوى إعطاء وزير الطاقة والمعادن المغربي الضوء الأخضر لتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ، لتبدأ شركة Ratio Petroleum الإسرائيلية القيام بخطوات الدراسة والتنقيب في هذه الكتلة لمدة 8 سنوات قابلة للتمديد، وتشمل عملية التنقيب، حسب الاتفاقية الموقعة نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2021، المياه الضحلة والعميقة بحوالي 3000 متر، في مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 129 ألف كيلومتر مربع.

ونشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية مقالا تحدثت فيه عن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسيادة المغرب على الصحراء، وربطه بالتطبيع، وتحذيرات من مناورات تدفع بالمنطقة إلى الخطر، وذكرت المجلة في تقريرها أن “الاتفاق مكسب لـ “إسرائيل”، وفي الوقت ذاته يثير قلق جيران المغرب وخاصة الجزائر التي ترى في العلاقة مع الاحتلال استهدافا لها.

وذكّرت المجلة بالصراع الذي اندلع عام 1975، عندما ضم المغرب الصحراء بعد انسحاب إسبانيا التي كانت تحتلها. وقاومت جبهة البوليساريو، التي تعتبرها الأمم المتحدة الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، لكن قوات الحكومة كانت متفوقة، بحسب ما ترجمت عربي 21.

ومع سيطرة المغرب على حوالي ثلثي الإقليم، وسيطرة البوليساريو على الثلث الآخر، توسطت الأمم المتحدة في اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1991 وعد الصحراويين بإجراء استفتاء على الاستقلال. لكن المغرب يقف في طريق ذلك، وتابعت أن “الصحراء كانت في وقت ما ذات قيمة رمزية في المقام الأول، ولكنها أخذت في الازدياد. والجانب الذي تسيطر عليه البوليساريو لديه القليل من الموارد، لكن الجزء الذي يسيطر عليه المغرب غني بالفوسفات والأسماك. وقد توجد احتياطيات كبيرة من النفط قبالة الشواطئ. كما ترى المملكة أن الصحراء الغربية هي بوابة غرب أفريقيا التي تشتري الصادرات المغربية”.

وأضافت: “لذا فإن المملكة تعمل جاهدة لتحويل سيطرتها الفعلية على الصحراء الغربية إلى شيء أكثر شرعية، وعلى مدار العام الماضي، أقنعت حوالي 20 دولة أفريقية وعربية بالاعتراف بمطالبها، ويبدو أن الأمم المتحدة قد تخلت عن الإشراف على الاستفتاء، ولم يذكر قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر بتمديد تفويض بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الاستفتاء، على الرغم من تسميتها ببعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء “.

ومن المقرر أن تصادق الحكومة المغربية على اتفاقين مع كيان الاحتلال الإسائيلي في مجالات الخدمات الجوية والثقافة والرياضة، وأفادت الحكومة في بيان نشرته الوكالة الرسمية أنها ستقر مشروعي قانون للمصادقة على الاتفاقين في اجتماع هو الأول منذ نيل حكومة عزيز أخنوش ثقة البرلمان.

وتحال مشاريع القانونين عقب تصديق الحكومة عليهما إلى غرفتي البرلمان للتصويت، وفي حال التصديق، تنشر في الجريدة الرسمية لتدخل حيز التنفيذ، يشار إلى أن الاحتلال قد أعلن تعيين ديفيد غوفرين سفيرا له في المغرب، بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرباط أواخر العام الماضي، وهو الذي شغل منصب مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى