رئيس فنزويلا يرتدي الكوفية دعما للقضية الفلسطينية

 

في خطوة تعكس صلابة تمسك الشعوب اللاتينية بالحق الفلسطيني، ارتدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الكوفية الفلسطينية تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه حملة شرسة على جميع الأصعدة سواء في الضفة أو في الداخل المحتل أو في قطاع غزة المحاصر.

 

الناشطة السياسية اليسارية اللاتينية مارتا مارتن، نشرت -على حسابها الشخصي في تويتر- صورا للرئيس الفنزويلي وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، معلقة: “أشكرك سيدي الرئيس على تضامنك الدولي، كونك نموذجا للنضال ضد الإمبريالية، ولتحيا فنزويلا ذات السيادة”.

وتمثل قضية فلسطين قضية أخلاقية راسخة في السياسة اللاتينية الخارجية، ولا يختلف في ذلك كثيرا كون الحكومة يسارية أو يمينة، وإن كان تأكيد اليساريين على هذا الحق واضحا تماما في سياسة حكمهم لبلدان “البساط الأحمر” اللاتيني، والذي يضم كلا من كوبا وفنزويلا وبوليفيا والمكسيك، ولها حضور قوي في الأرجنتين وتشيلي أيضا، وهي الدول اللاتينية الخمسة التي رفضت الشهر الماضي أي إدانة لحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. 

 

وإذا كانت أغلب دول العالم قد صوتت بالأمم المتحدة لصالح التحقيق ضد إسرائيل، فإنها في الوقت نفسه صوتت على التحقيق أيضا في صواريخ قطاع غزة التي استهدفت مستوطنات الاحتلال، وهنا يتجلى الموقف اللاتيني اللافت، حيث رفضت كل الدول اللاتينية أي إدانة للفلسطينيين، وأكدت في كلمات متحدثيها أمام الأمم المتحدة أن “الحركات المسلحة في القطاع” كانت تمارس حقا طبيعيا في الدفاع عن النفس.

 

وبشكل عام، تعد أمريكا اللاتينية من أكثر الأقاليم المؤيدة للقضية الفلسطينية في العالم، وقد تجلى هذا التأييد بوضوح في اعتراف جميع دول أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية، باستثناء المكسيك، وكولومبيا وبنما، التي تربطها علاقات اقتصادية وعسكرية قوية بالولايات المتحدة الأمريكية و«إسرائيل» على حد سواء.

 

وكانت باراغواي هي أولى دول أمريكا اللاتينية التي تعترف بدولة فلسطين، مع وجود تمثيل دبلوماسي بين البلدين، وذلك عام 2005، وفي عام 2008، اعترفت كوستاريكا بالدولة الفلسطينية، مع إقامة تمثيل دبلوماسي مشترك بينهما. وفي عام 2009 اعترفت كل من فنزويلا وجمهورية الدومينيكان بفلسطين.

 

وفي ديسمبر/كانون الأول 2010، قامت 4 دول جديدة بالاعتراف بفلسطين، وهي: البرازيل، الأرجنتين، بوليفيا، الإكوادور. وكانت الدول المعترفة بفلسطين من أمريكا اللاتينية في عام 2011 كل من: بيرو، شيلي، وغوايانا، وبيرو، وسورينام، وأوروغواي، والسلفادور، والهندوراس، وسانت فينسنت، وبيليزي، ودومينيكا، وباربوردا، وغرينادا. وفي عام 2013، اعترفت كل من غواتيمالا وهايتي بدولة فلسطين.

 

كما اتضحت ملامح الدعم الرسمي للقضية الفلسطينية في قيام دول أمريكا اللاتينية بتأييد قرارات الأمم المتحدة التي تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتلك التي تدين الممارسات التي تنتهكها «إسرائيل» في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس المحتلة.

 

ولم يقتصر دعم دول أمريكا اللاتينية على الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، بل إن معظمها أيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19/67، والذي تم التصويت عليه في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، لمنح فلسطين صفة «دولة مراقب غير عضو» في الأمم المتحدة، ولم تعارضه سوى بنما، وامتنعت عن التصويت عليه كل من: كولومبيا، هايتي، باراغواي، وغواتيمالا.

 

ويعكس موقف أمريكا اللاتينية المؤيد للقضية الفلسطينية حدوث تغيرات جذرية في توجهات دولها التي لعبت دوراً لا يمكن إنكاره في ترسيخ الكيان «الإسرائيلي» في الأمم المتحدة؛ حيث كان تأييد هذه الدول لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، المعروف باسم قرار تقسيم فلسطين والصادر في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، حاسماً في قبول عضوية «إسرائيل» في الأمم المتحدة، خاصة أن دول أمريكا اللاتينية كانت تشكل أكثر من ثلث عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر عام 1947، وقد صوّتت أغلبية هذه الدول لصالح قرار التقسيم (13 دولة)، هي: بوليفيا، البرازيل، كوستاريكا، جمهورية الدومينيكان، الإكوادور، غواتيمالا، هايتي، نيكاراغوا، بنما، باراغواي، بيرو، أوروغواي، وفنزويلا. وصوّتت دولة واحدة ضده، هي: كوبا. وامتنعت (6) دول عن التصويت، هي: الأرجنتين، شيلي، كولومبيا، السلفادور، الهندوراس، والمكسيك. 

 

ومثلما قامت أغلبية دول أمريكا اللاتينية بالتصويت لصالح قرار تقسيم فلسطين، فإنها جميعاً قامت من دون استثناء، بالاعتراف بدولة «إسرائيل»، وإن شهدت السنوات التالية قطع العلاقات الدبلوماسية بين ««إسرائيل» وكل من بوليفيا، وكوبا، وفنزويلا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى