دعوات للإفراج عنه.. كيف تسبب اعتقال شاب أردني انتقد التطبيع إلى موجة غضب واسعة في عمّان؟

تصدّر الناشط الأردني المعتقل أنس الجمل مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد خوضه إضراباً عن الطعام لليوم الخامس على التوالي؛ احتجاجاً على اعتقاله وظروف توقيفه. وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن قوات أمن أردنية اعتقلت الناشط “الجمل” في 24 مايو/أيار 2022، دون إبراز مذكرة توقيف، فيما وجهت له النيابة لاحقاً تهمة “تعكير صفو العلاقات مع دولة أجنبية”؛ لانتقاده اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.  

عائلة الجمل قالت لمواقع إخبارية محلية إن ابنهم المضرب عن الطعام أبلغهم خلال اتصال هاتفي صباح الخميس، أنه يعاني من هبوط حادّ بالسكر، وتمّ نقله  الأربعاء إلى مستشفى البشير مكبّل اليدين والرجلين وقد وُضع غطاء على رأسه، حيث رفض تلقّي العلاج. وأضافت العائلة أن ابنهم أصبح يعاني من الإرهاق الشديد، ولم يتمكن من حمل الهاتف في أثناء الاتصال، وكان هناك شخصان يسندانه ليستمرّ في الاتصال. 

كما أشارت عائلته إلى أن وفداً من المركز الوطني لحقوق الإنسان زاره الأربعاء؛ للاطمئنان على وضعه الصحي. 

على مواقع التواصل، تصدّر وسمان #اضراب_انس_الجمل و #الحرية_لانس_الجمل، مساء الخميس، حيث تضامن ناشطون ومغردون مع الناشط الأردني وطالبوا بالإفراج العاجل عنه.  وتحدث المغردون ممن يعرفون الناشط “الجمل” عن صفاته، قائلين إنه “شاب بسيط طيب يعبّر عن رأيه بعفوية”، مؤكدين أنه “لا يستحق أن يعامَل معاملة المجرمين”. 

كما أشار مغردون إلى أن الجمل “لم يسرق ولم ينهب ولم يشتم الشعب الأردني، وإنما رفض التطبيع، وهو واجب كل عربي مسلم حر”. ومن جانبه، طالب المرصد الأورومتوسطي السلطات الأردنية بالكف عن استهداف الناشط أنس الجمل، وتمكينه من ممارسة حقوقه الدستورية في التعبير عن الرأي، وضمان عدم تعرضه للمضايقات الأمنية على خلفية ممارسة حقوقه المشروعة. 

ويستمر اعتقال الناشط الأردني أنس الجمل رغم تكرار نقله من مركز التوقيف للمستشفى الحكومي، وذلك بعد دخوله الإضراب المفتوح عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنه. ووجه له الادعاء العام في الأردن تهمة “تعكير صفو العلاقات مع دولة صديقة” للجمل، ويُحاكم أمام محكمة أمن الدولة العسكرية.

وبدأ الجمل والموقوف بمركز إصلاح وتأهيل ماركا، إضرابه عن الطعام منذ 8 أيام، كما تقول والدته ميرفت. وأضافت والدته “في جلسة المحكمة الأحد كانت حالته الصحية سيئة جدا، وبدت عليه آثار التعب والإرهاق من طول الإضراب”. وقد رفضت المحكمة طلب إخلاء سبيله بكفالة.

وخلال الأسبوع الماضي نُقل الجمل لمستشفى البشير الحكومي شرقي العاصمة عمّان عدة مرات، وبعد تقديم العلاج اللازم له أعيد للسجن مع رفضه فك الإضراب عن الطعام، على حد قول والدته. ويتشارك الجمل السجن ذاته مع المعتقل عدنان الروسان (71 عامًا)، الذي يواجه عدة تُهم بمخالفة قانوني العقوبات و”الجرائم الإلكترونية”. واعتقل الروسان في منتصف أغسطس/آب الماضي من بيته، ونُقل للمستشفى عدة مرات بعد تراجع وضعه الصحي.

ووفق هيئة الدفاع عن المعتقلين، فإن الموقوف أنس الجمل يحاكم بتهمة “تعكير صفو العلاقات مع دولة صديقة” خلافا لقانوني منع الإرهاب والجرائم الإلكترونية، وهي من اختصاص محكمة أمن الدولة، وذلك بعد انتقاده لدول عربية إثر تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button