حزب العدالة والتنمية المغربي يعتذر عن توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل

أصبحت جرائم الاحتلال في غزة، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من الفلسطينيين، والتي كانت سببا في نفور الشعب العربي عن التطبيع، وهو ما أجبر ساسة مغاربة للتراجع عن دعمهم للتطبيع، ومنهم حزب العدالة والتنمية المغربي.

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن حزبه أخطأ بتوقيعه اتفاق التطبيع مع إسرائيل لكن ذلك لا يعني أنه مع التطبيع.


وأوضح في مهرجان خطابي لدعم فلسطين مساء الأحد بمسرح محمد الخامس بالرباط، نظمه حزبه، “ارتكبنا خطأ التوقيع على التطبيع ولكن لا يعني أننا مع التطبيع ولا يمكن أن نكون مع التطبيع” مضيفا أن الدولة لها اكراهاتها ونساند بلدنا”.

وأضاف ابن كيران وسط هتافات الجماهير الحاضرة “كيف ننتظر الخير ممن يقتل الأطفال، والنساء ويدمر”.
وتحدث ابن كيران عن بطولات حركة حماس التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وقال “لو كان لبوتين رئيس روسيا عناصر في الجيش من مثل كتائب القسام لانتهت أوكرانيا .. ولو كان لأوكرانيا عناصر مثل شباب القسام لحسمت المعركة في جزء من روسيا”.


كما تحدث عن استدعاء السفير الفلسطيني للتحدث في المهرجان قائلا ” نحن لا نفرق بين الفلسطينيين ونريدهم موحدين في هذه المرحلة الصعبة”.

وفي سياق متصل، توقع تقرير لمجلة “World Politics Review” الأمريكية أن يخلف استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة أثرا عميقا في علاقات الرباط وتل أبيب، وبالتالي إضعاف العلاقات بين البلدين، مع ما يعنيه ذلك من تجميد للتطبيع أو تراجع عنه.

وأشار المصدر إلى أن العلاقات المغربية الإسرائيلية باتت تواجه تحديا كبيرا يتمثل في كون أغلب المواطنين المغاربة يساندون تقليديا القضية الفلسطينية، مسجلا أن “انخراط الرباط في اتفاقيات أبراهام وتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه، كان بالنسبة للسلطات المغربية ‘مبادرة تستحق المخاطرة’، حيث جعلت المملكة من تثبيت سيادتها على أقاليمها الجنوبية هدفا رئيسيا لسياستها الخارجية”.

وأوردت المجلة عينها أن “الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء أصبح متأصلا في رسائل وخطابات الدولة المغربية، إذ اعتاد الدبلوماسيون الأجانب تلقي توبيخات شديدة اللهجة من المسؤولين المغاربة في أي وقت يتبنون أدنى قدر من التحفظ حول وحدة أراضي المملكة”، موضحة أن “اختيارات المغرب علاقة بقضية الصحراء وعلاقاته مع إسرائيل كانت حتى الـ7 من أكتوبر لا يمكن التشكيك فيها”.

وأشار التقرير ذاته إلى أن “المغرب نجح قبل الحرب الحالية في جعل الروابط مع إسرائيل حقيقة لا تقبل الجدل”، مذكرا في الوقت ذاته بـ”التوبيخ الملكي لحزب العدالة والتنمية حينما اتهم عبد الإله بنكيران وزير الخارجية المغربي بالانحياز إلى تل أبيب في مارس الماضي، إذ أكدت المؤسسة الملكية أنه لا ينبغي استخدام هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية”.

وانطلق المصدر ذاته في استعراض التحولات التي طرأت على العلاقات المغربية الإسرائيلية منذ نهاية عام 2020 إلى حدود بداية شهر أكتوبر الماضي، إذ تبادل البلدان زيارات على أعلى المستويات، قبل أن يصل الأمر إلى اعتراف تل أبيب بمغربية الصحراء، ما فتح المجال حينها إلى إمكانية زيارة بنيامين نتنياهو إلى الرباط؛ قبل أن يؤكد أنه “في السياق الحالي، ونظرا للأزمة الإنسانية الحالية في غزة، فإن التطبيع بين البلدين يبدو أنه سيتجمد وقد يصل الأمر إلى حد التراجع عنه ووقفه”.

وأشارت المجلة، إلى “سماح السلطات المغربية بتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات التضامنية مع فلسطين، حيث داست أقدام المتظاهرين على الأعلام الإسرائيلية والأمريكية، ورددوا شعارات ضد التطبيع مع تل أبيب”، لافتة إلى أن “الرباط لم تعد أمامها سوى خيارات قليلة، كالأمل في أن ينتهي الصراع قريبا، إذ يبدو أن المغرب يعول على نهاية مسيرة نتنياهو السياسية مع نهاية الحرب، وبالتالي إعادة التأكيد على حقيقة الروابط التاريخية مع الجالية المغربية في إسرائيل، بشكل يتجاوز سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية”.

وشددت المجلة عينها على أن “كل شيء يتوقف بالنسبة للمغرب عند المدة التي سيستمر فيها الهجوم الإسرائيلي”، موضحة نقلا عن أحد المحللين أنه “من المستبعد أن تنهي الأزمة الحالية مسلسل التطبيع المغربي الإسرائيلي؛ غير أن ذلك لن يحدث إلا إذا كانت الحرب قصيرة، أما إذا استمر الهجوم لأشهر مع ارتفاع أعداد الضحايا فإن ذلك سيضع الدولة المغربية في موقف حرج قد يؤثر على التطبيع، بل وقد يؤدي إلى التراجع عنه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى