تعزيز للتطبيع.. ما هو حجم التعاون بين المغرب والاحتلال؟

وصل حجم التعاون بين المغرب والاحتلال إلى أبعد ما يمكن بحسب محللون مهتمون بالشأن الفلسطيني، حيث أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن بلاده والاحتلال الإسرائيلي وقعتا 12 اتفاقًا في مجالات عديدة منذ استئناف العلاقات بينها، برعاية أمريكية، في 10 ديسمبر/ كانون الاول 2020، بعد توقفها عام 2000، وجاء ذلك خلال اجتماع عبر اتصال مرئي جمع بوريطة مع نظيريه الإسرائيلي، يائير لابيد، والأمريكي، أنتوني بلينكن، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق بين الدول الثلاثة والتطبيع بين الرباط وتل أبيب، وفق مراسل الأناضول.
وقال بوريطة إن عودة العلاقات “حققت التوقيع على 12 اتفاقا شمل مجالات عدة”. وأضاف: “حجم التعاون يُقدر بـ500 مليون دولار سنويًا، مما يُساهم دون شك في تقدم وتطور البلدين ويفتح المجال لبراغماتية جديدة للتوصل إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”، وفي السياق، أشار خبير الاحتلال البارز في الشؤون الدولية إلى فرص تعاظم وتوسيع التطبيع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبين المغرب في المستقبل، وهي الخطوة التي عززت وحسنت من “مكانة إسرائيل” في المنطقة، على حد وصفه.
وقال خبير في الشؤون الدولية في جامعة “بار إيلان”، إيتان جلبوع: إن “انضمام المغرب إلى اتفاقات إبراهيم والإعلان الرسمي عن ذلك مع “إسرائيل” قبل سنة، وبعد نحو 4 أشهر من الإعلان عن تطبيع الإمارات والبحرين، أدى إلى خلق محور جغرافي – سياسي – استراتيجي من الخليج عبر السودان وحتى شمال أفريقيا، وعزز الاتفاقات بشكل كبير”، وأضاف: “تعاونت “إسرائيل” مع المغرب على مدى السنين، ولا سيما في مجالات الأمن والسياحة، وفي 1995، بعد اتفاق أوسلو، أقامت تل أبيب والرباط علاقات دبلوماسية قطعت العام 2000 عقب اشتعال الانتفاضة الثانية”.
ولفت جلبوع، إلى أن “انضمام المغرب إلى اتفاقات إبراهيم، رمم ورفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين ووسعها لمجالات أخرى”، منوها إلى أن “المغرب انضم للتطبيع بسبب تطلعه لمقابل سياسي عظيم القيمة تلقته من الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب”، ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع للتظاهر يوم الأربعاء 22 ديسمبر الجاري في كافة المدن والمناطق، تزامنا مع “الذكرى المشؤومة الأولى لتاريخ توقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني من طرف النظام المغربي”.
ودعت كل فروع الجبهة وفروع مكوناتها من أجل التعبئة الشاملة والمشاركة القوية في هذه المحطة النضالية الهامة، مطالبة بتنظيم أشكال احتجاجية موحّدة في الزمان الساعة السادسة مساء، وأوضحت الجبهة أنه بالنسبة للمدن التي تأسست بها فروع للجبهة، تنظم الاحتجاجات بمبادرة الفروع، أما بالنسبة للمدن والمناطق التي ليست بها فروع للجبهة، فندعو فروع مكونات الجبهة إلى التنسيق لتنظيم أشكال احتجاجية موحدة.
يذكر أنه قد اعتدت السلطات المغربية بالقوة، على الوقفة التضامنية التي دعت إليها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط، بالتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومنع رجال الأمن وصول المحتجين الذين لبوا نداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، التي تضم 15 تنظيماً سياسياً ونقابياً وحقوقياً، إلى الساحة المقابلة للبرلمان وسط العاصمة المغربية الرباط، للتعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، والتنديد بالتطبيع المغربي مع إسرائيل في الآونة الأخيرة، قبل أن تلجأ إلى محاصرتهم وتفريقهم باستعمال القوة.
ولم يمنع تدخل قوات الأمن المغربي المحتجين من رفع شعارات تضامنية مع فلسطين ومناهضة ومنددة بالتطبيع، مثل بـ”الروح بالدم نفديك يا فلسطين”، و”فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”، و”المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، وكان المنع أيضًا مصير غالبية الوقفات التضامنية التي عرفتها العديد من مدن المملكة (طنجة، خنيفرة، تطوان، زايو وغيرها).