تضامن فلسطيني.. كيف تتعرض أكاديميات برازيلية لهجمات إسرائيلية؟

 

أصدر “المعهد البرازيلي الفلسطيني” في برازيليا، بيان دعم وتضامن مع البروفيسورة في جامعة ساو باولو، والناشطة في القضية الفلسطينية، فرانسيروسي كامبوس باربوسا، نتيجة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية التي تتعرض لها باستمرار تحت حجة “معاداة السامية”. وبدأ الهجوم على باربوسا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بعد تنظيمها العديد من الدورات والمحاضرات التي تتحدث عن القضية الفلسطينية، وكُثفت الهجمات عليها مؤخرًا بعد أن شاركت في بث مباشر مع جامعة “سانتا كروز دو سول”، بدعوة من مجموعة العمل لدعم اللاجئين والمهاجرين.

 

وقُدمت طلبات لرئاسة الجامعة من جهات مناصرة لـ”إسرائيل”، تُطالب بإلغاء البث المباشر، تحت حجة خطاب كراهية ضد اليهود، وتعريض الطلاب الجامعيين للخطر بالحديث عن الصراع في الشرق الأوسط، ما دفع الجامعة لحذف وحظر العديد من محاضرات البروفيسورة باربوسا في استجابة واضحة للضغوط عليها. بدورها قالت البروفيسورة باربوسا: “عندما نظمنا الدورة التدريبية حول فلسطين، توقعنا – نحن الأكاديميين – أن يظهر المعارضون لنا، لكن لم أكن أعتقد أن شيئًا من هذا القبيل سيحدث، ما يسبب الكثير من الإحراج لدي”.

 

وأكدت أن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، هو أقل ما يجب أن نفعله بعد 74 عامًا من النكبة، وهي كارثة تنتهك شعبًا وتسحب حقه في الحرية والاستقرار والأرض والعودة”. وفي السياق، رحبت حركة المقاطعة في فرنسا بقرار أساتذة جامعة برازيليا في البرازيل عن معارضتهم القاطعة لأي اتفاق بين الجامعة والشركات الإسرائيلية المتواطئة.

 

وقالت حركة المقاطعة “نرحب بقرار جمعية أساتذة جامعة برازيليا (ADUnB) برفض تعاون جامعتهم مع الشركات الإسرائيلية المتواطئة، إذ صوت ADUnB بأكثر من 80٪ من الأصوات لصالح هذا الاقتراح خلال جمعيتهم العامة يوم الاثنين 22 مارس الماضي”. وفي شباط، أعلن مكتب رئيس الجامعة عن لقاء مع السفير الإسرائيلي نوقشت خلاله مقترحات للتعاون، مثل “تعزيز العلاقة مع الشركات الإسرائيلية” من خلال تواجدها في حديقة العلوم والتكنولوجيا في جامعة برازيليا الوطنية.

 

رداً على ذلك، أرسلت مجموعة من الأساتذة والطلاب خطاب احتجاج إلى رئيس الجامعة.وأشار الاقتراح الذي أقرته جمعية أعضاء هيئة التدريس إلى أن إدارة الجامعة فشلت في إبلاغ المجتمع بالمؤسسات والشركات الإسرائيلية وطلبت توضيحًا من إسرائيل بشأن تواطؤهم مع الاحتلال العسكري ونظام الفصل العنصري.

 

وقال الأستاذة “نحن نعارض الشراكة المقترحة لأنها تعني التعاون مع “إسرائيل”، دولة فصل عنصري، وهي حقيقة معروفة على نطاق واسع وتم ذكرها مؤخرًا في تقرير منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية غير الحكومية بتسيلم”. ويخلص الاقتراح إلى أن “نحن نعارض بشكل مباشر أي تعاون مع دولة الفصل العنصري في “إسرائيل” ينتهك المبادئ الأساسية، مثل حقوق الإنسان والمواثيق الدولية. لذلك، نجدد دعوتنا لرئيس الجامعة إلى عدم تشويه اسم الجامعة والحفاظ عليها كمساحة خالية من الفصل العنصري”.

 

اتخذت رابطة أساتذة جامعة برازيليا موقفًا مبدئيًا تضامنيًا مع نداء الأكاديميين الفلسطينيين والطلاب وأعضاء المجتمع المدني ، رافضين ببساطة أن يظلوا متفرجين بينما تتعاون جامعتهم مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي الذي يضطهد ملايين الفلسطينيين. ويشارإلى أنه قد تضامنت أمريكا اللاتينية مع القضية الفلسطينية في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى، ولا سيما في البرازيل والأرجنتين وتشيلي، حيث ردد محتجون في أنحاء هذه الدول هتافات تطالب بدعم عربي ودولي للأقصى والفلسطينيين الذين تعرضوا للهجوم في الضفة الغربية المحتلة.

 

وقال رئيس المركز الإسلامي في بوينس آيرس، أنيبال بكير: “ندين هذه الاعتداءات على شعبنا في فلسطين، ونقف تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وندعو الحكومة الوطنية والمنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة إلى إدانة كل هذه الممارسات غير القانونية وغير الإنسانية التي تنتهك جميع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي”. كما طالب بكير الحكومة الأرجنتينية بموقف صارم من تصرفات “إسرائيل” تجاه المصلين خلال الشهر الكريم، قائلًا: “إن قضية فلسطين والمسجد الأقصى لا تهم الشعب الفلسطيني فقط، بل هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها”.

 

من جهة أخرى، شهدت البرازيل موجة تضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل الظروف السائدة في الأسابيع الأخيرة. ونددت باستمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وأعلنت تضامنها مع الفلسطينيين والمصلين في المسجد الأقصى من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة لدعم الحقوق الفلسطينية.

 

ودعا اتحاد الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، دول أمريكا اللاتينية إلى مقاطعة “إسرائيل”. وطالبت منظمة COBLAC دول أمريكا اللاتينية بتعليق الاتفاقيات الثنائية مع “إسرائيل” بسبب جرائمها ضد الفلسطينيين.

 

وفي شيلي، اتخذ التضامن مع الشعب الفلسطيني شكلاً آخر، إذ قام مشجعو نادي بالستينو الفلسطيني لكرة القدم في تشيلي برسم العلم الفلسطيني على التمثال المعروف وسط ساحة الكرامة بالعاصمة التشيلية سانتياغو.

ورفع المشجعون شعار “من ساحة الكرامة في سانتياغو الى القدس المحتلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى