تسريب خبر لقاء وزيرة الخارجية الليبية ونظيرها الإسرائيلي يهدد اتفاقيات تطبيع جديدة

أثار لقاء وزيرة الخارجية الليبية المقالة نجلاء المنقوش، بوزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، في روما، الأسبوع الماضي، غضبًا شعبيًا عارمًا في المحافظات والمدن الليبية، رفضًا للتطبيع مع الاحتلال، ما دفع حكومة الوحدة الوطنية الليبية لإقالتها.
وجاءت هذه الردود الغاضبة تأكيدًا على رفض الشعب العربي للتطبيع مع الاحتلال ودعمه للشعب الفلسطيني، كما أحدثت أزمة دبلوماسية داخل حكومة الاحتلال وحكومة الاحتلال مع واشنطن.
وقد يعطل اللقاء المسرب صفقات تطبيع مرتقبة، بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة.
والأحد، قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، إيقاف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن عملها وإحالتها إلى لجنة تحقيق إثر لقائها وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي.
وأمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جميع الوزارات بعدم النشر عن أي لقاء سياسي سري قبل الحصول على موافقة مسبقة من مكتب رئاسة الحكومة.
وقالت وسائل إعلام عبرية: “وفقا للتوجيهات الجديدة فإن أي نشر لاجتماع سري يتطلب موافقة شخصية من نتنياهو”، حسب ما نقلته قناة “الحرة”.
وكشفت قناة “كان” العبرية الرسمية، عن خلاف شديد نشب بين جهاز المخابرات (الموساد) ووزارة الخارجية بعد تسريب خبر اللقاء السري بين كوهين والمنقوش بالعاصمة روما الأسبوع الماضي.
وقالت: “هناك جدل حول مستوى هذا الضرر ولا أحد يعرف بعد ماذا سيكون الوضع في المستقبل”.
وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، أن “تسريب اللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية لم يأت من الوزارة أو مكتب الوزير”.
فيما اعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن تسريب عقد الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية “عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم”.
كما كشفت قناة كان، عن نشوب خلاف شديد بين جهاز المخابرات (الموساد) ووزارة الخارجية الإسرائيلي، إذ اتهم الجهاز الوزارة بإلحاق الضرر بعمل امتد لسنوات بالملف الليبي نفذه طاقم سري للموساد.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن دبلوماسيين عربيين كبيرين، قولهما إن التسريب يوجه “ضربة قوية للجهود المبذولة لعقد الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى النقب”.
وقال الدبلوماسيان إنه “بعد عدة تأخيرات مرتبطة بعدم الراحة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة وسياساتها تجاه الفلسطينيين، كان منظمو منتدى النقب يجرون محادثات للانعقاد مرة أخرى في منتصف أكتوبر/ تشرين أول”.
وأضاف الدبلوماسيون العرب والإسرائيليون أن الولايات المتحدة تضغط مرة أخرى على الأردن للانضمام إلى الاجتماع الوزاري، الذي امتنع عن حضوره العام الماضي بعد أن دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الملك عبدالله الثاني لزيارة رام الله في نفس اليوم.
وأصرت عمّان علناً على أنها لن تنضم إلى المنتدى طالما أن الفلسطينيين ليسوا على الطاولة.
لكن إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عن لقائه السري مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش يوجه ضربة لمنتدى النقب ويضر بالثقة في حكومة نتنياهو، وأيضا بجهود واشنطن الرامية لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
وتسريب خبر لقاء المنقوش وكوهين “يهدد مرة أخرى بإعادتنا إلى الوراء، خاصة عندما يتعلق الأمر بإقناع الأعضاء الجدد بالانضمام؛ لأنه يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ووزرائها لا يفهمون الوضع الحساس المطروح”.
وقال مصدر آخر: “نحن بحاجة إلى بيئة هادئة حتى نتمكن من الاجتماع، والشعور هو أن هذه الحكومة (الإسرائيلية) لا تستطيع ضمان ذلك، حتى لأقصر فترة من الوقت”.
وأوضح: “لا أستطيع أن أتخيل أن هذا يساعد الجهود المبذولة للتفاوض على اتفاق (التطبيع) مع السعودية أيضًا”.
وأشار الدبلوماسيان العربيان إلى أن هناك ضغوطا أولا على إسرائيل والسلطة الفلسطينية لعقد قمة أخرى في العقبة مع الأردن ومصر والولايات المتحدة، حتى تتمكن إسرائيل من تقديم بعض النتائج إلى رام الله قبل انعقاد منتدى النقب مرة أخرى في المغرب.
وامتد الإحباط من سلوك كوهين إلى واشنطن أيضا، حيث قال مسؤول أمريكي إن التسريب الإسرائيلي “قتل” قناة المحادثة الناشئة بين إسرائيل وليبيا؛ وهي عضو محتمل آخر في منتدى النقب.
وتسعى إسرائيل للتطبيع مع عدد من الدول العربية، أبرزها السعودية ، لكن تسريب هذه الاجتماعات قد يمثل تهيديدًا لمثل هذه اللقاءات.