بعد عامين من اتفاقية العار .. تزايد الوعي المغربي الرافض للتطبيع مع الاحتلال
بالرغم من مرور عامين على اتفاقيات التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الشعوب العربية الحرة ترفض تلك الاتفاقيات، وتستمر يومًا بعد يوم في إعلان مواقفها الرافضة للتطبيع، والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة مع تزايد القمع والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
في عام 2020 وقعت 4 دول عربية، وهم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان اتفاقية “إبراهيم” التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
فبينما يسير النظام المغربي في التطبيع، ويتزايد التعاون مع الاحتلال في المجالات العسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية، حتى دنست أقدام الصهاينة تراب البلاد، يأبى الشعب المغربي الحر إلا أن يكون رافضًا لهذه المهزلة، محافزًا على هويته العربية والإسلامية الداعمة لقضايا الأمة.
وخرجت يوم الجمعة الماضية، نحو 30 مظاهرة وتجمعًا في 20 مدينة مغربية، ردد خلالها المشاركون هتافات مناصرة للفلسطينيين، ورفعوا لافتات تدين العدوان والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
تأتي تلك التظاهر بالتزامن مع الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة في حق الفلسطينيين، دون حساب أو رادع.
ومنذ توقيع الاتفاقيات التطبيعية، التي عدت كضوء أخطر من الأزمة العربية للاحتلال للتنكيل بالفلسطينيين، وزادت وتيرة القمع والانتهاكات ، خاصة في الضفة الغربية، والتي شملت تصفيات جسدية واعتقالات وتنكيل بالأسرى في السجون.
فمنذ مطلع العام الجاري قتل أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية وفق تقرير الأمم المتحدة، بسبب تصاعد العمليات العسكرية للاحتلال.
وفي القدس تستمر الاقتحامات بشكل شبه يومي للمستوطنين اليهود، لباحات المسجد الأقصى المبارك، لإقامة صلوات تلمودية، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتدين شخصيات وهيئات ومنظمات مغربية الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وتدعو سلطات البلاد العربية لإيقاف مسيرة التطبيع مع الاحتلال.
ومنذ ايام، أدانت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، الاقتحامات الصهيونية غير المسبوقة للمسجد الأقصى، من طرف عدد كبير من المستوطنين الصهاينة، بدعوى الاحتفال بعيد العرش العبري، في الوقت الذي يمنع فيه الفلسطينيون من الوصول إليه والاعتداء على عماره واعتقال حراسه.
ونددت الهيئة في بيان لها، بإقدام متطرفين إسرائيليين بالخليل على إحراق مصاحف القرآن ورميها في القمامة، في استفزاز واضح لمشاعر ملياري مسلم في أنحاء العالم، بعد استباحة مسجد الخليل بتنظيم حفلات راقصة ماجنة بباحاته.
وعبرت عن تضامنها مع 30 أسيرًا فلسطينيًا، يخوضون إضرابًا عن الطعام ضد الاعتقال الإداري حيث تعتقل سلطات الاحتلال أكثر من 790 فلسطينيًا، بدون لائحة اتهام ولا محاكمة، وكذلك للمطالبة بتحسين أوضاعهم المزرية داخل السجن.
وأعربت عن رفضها المطلق لتدنيس المسجد الأقصى ودعوتها الشعوب العربية والإسلامية إلى التعبير عن رفضها لكل الممارسات التي تحاول تقسيمه وتدنيسه وتهويده.
وأكدت على ضرورة التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، والتي تهدد الأمن القومي للمغرب وتشجع المحتل على مزيد من الجرم في حق الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة.
وتعد تلك التحركات زيادة في الوعي العربي المناهض للاحتلال والمذكر بجرائمه بحق أهلنا في فلسطينيين، كما تزيد الضغط على السلطات والأنظمة العربية لإيقاف التطبيع مع الاحتلال، وخيانة الدماء العربية والإسلامية.