تروج للتطبيع.. الأزهر الشريف يرفض ديانة الإمارات الجديدة.. تعرف عليها
جدد الأزهر الشريف رفضه من جديد لما تسمى الديانة الإبراهيمية، والتي ابتدعتها الإمارات في إطار سياستها لترسيخ التطبيع في الشعوب العربية والإسلامية من خلال الدين.
أصدر الأزهر الشريف بيانا جديدًا، يتبرأ فيه من الديانة الإبراهيمية التي تروج لها دولة الإمارات في إطار مخطط التطبيع المشين مع الاحتلال، وذلك رفضًا للضغوط الشديدة التي تمارسها الإمارات لتسويق الديانة الجديدة، وترسيخها لدى الشعوب العربية.
وظهرت دعاوى الديانة الجديدة من أبواق الإعلام الإماراتي، والذي بدأ الحديث عنها منذ فترة، أساسه العامل المشترك بين الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، باعتبارها أديان إبراهيمية، نسبة إلى النبي إبراهيم.
والهدف المعلن لهذه الديانة، هو “التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عن ما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالا بين الشعوب”.
وقد بدأ الترويج للفكرة فعلا في إطار “إقامة السلام بين الشعوب والدول بغض النظر عن الفروقات”، والتي يمكن من خلالها تمرير التطبيع العربي مع الاحتلال.
وانطلق مصطلح “الإبراهيمية” بالتزامن مع توقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع الاحتلال في سبتمبر أيلول العام الماضي، الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها السابق دونالد ترامب.
وكان للارتباط بين مشروع الديانة الإبراهيمية والتطبيع مع الاحتلال، سببا لرفض المعارضين للتطبيع للمشروع الديني الجديد، حتى قبل أن تتكشف تفاصيله الكاملة.
وأكد الأزهر الشريف تبرؤه صراحة من أي دعوات لدمج الديانات السماوية الثلاث ضمن ما تسمى بـ”الديانة الإبراهيمية”، وما يرتبط بها من بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد.
وجاء البيان بعد حوالي شهر واحد من افتتاح يسمى ببيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي.
وأكدت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الدعاوى إلى الديانة الإبراهيمية “تنطوي على خطر على الدين والدنيا معًا”.
وشدد البيان على الديانة الإبراهيمية، “لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه، ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف في اللون والعرق وحرية العقيدة، كما أنها تُخالف صحيح ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما اتفق عليه إجماع علماء كل دين من الأديان وكل ملة من الملل”.
وفي نوفمبر 2021، أعلن أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رفض الدعوة إلى “الديانة الإبراهيمية الجديدة” وتساءل في خطابه عما إذا كان المقصود من الدعوة “تعاون المؤمنين بالأديان على ما بينها من مشتركات وقيم إنسانية نبيلة أو المقصود صناعة دين جديد لا لون له ولا طعم ولا رائحة”.
وقال الطيب إن الدعوة لـ”الإبراهيمية” “تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار”.
ويرى الطبيب أن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة “أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها”، لأن “اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها”.
و قال الطيب إن “احترام عقيدة الآخر شيء والإيمان بها شيء آخر”.