تخوف إسرائيلي من تراجع عمان عن فتح أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي

كشف إيهود يعاري المستشرق اليهودي في القناة “12” العبرية، متحدثا عن أن قرار سلطان عمان هيثم بن طارق بفتح المجال الجوي للسلطنة أمام الطائرات الإسرائيلية، يواجه أزمات عدة.
والشهر الماضي، أعلنت عمان الموافقة على مرور الطيران الإسرائيلي بأجوائها، فيما وصف وزير خارجية دولة الاحتلال إيلي كوهين القرار بأنه “تاريخي”.
وقال يعاري إن القرار العماني الذي اتخذ بعد تردد يواجه أزمات عدة، خاصة أنه جاء قبل اتخاذ خطوات معاكسة تمامًا، فقد غرّد مفتي عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، بـ”المفاجأة”، وأعرب عن دهشته من القرار، وخوفه من توقع خطوات أخرى تجاه إسرائيل.
كما حدثت خطوة أكثر أهمية عندما صوّت 86 عضوًا من مجلس الشورى الاستشاري على تشديد المقاطعة لمنع أي اتصال مع إسرائيليين، وفق المقال.
وأشار يعاري، إلى أن “مؤشرات أخرى شهدتها عمان تؤدي في مجموعها لعكس القرار الرسمي بفتح الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي، ومنها أن مدوّنة من عُمان تلقت دعوة لزيارة القدس المحتلة، لكنها ووجهت بإهانات وتجديف”.
ولفت إلى انسحاب شركة الطيران العماني “طيران السلام” من معرض دولي في البحرين، احتجاجا على مشاركة إسرائيلية، في ظل إظهار استطلاعات الرأي أن 84% من العمانيين يعارضون التطبيع مع إسرائيل.
ويخشى عمانيون أن تمهد هذه الخطوة لاستئناف العلاقات بشكل رسمي بين مسقط وتل أبيب، رغم أنهما لم يوقعا اتفاق سلام، ولم تنضم السلطنة لاتفاقات “إبراهام” بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين لكنها لم تعارضها.
ويرتبط الجانبان منذ العام 1994 بعلاقات رسمية بدأت في عهد سلطان عمان الراحل السلطان قابوس وتم تجميدها خلال الانتفاضة الفلسطينية في العام 2000، قبل أن تبرز بوادر تواصل بين الطرفين لاحقا وتأكدت خاصة بعد زيارة بنيامين نتنياهو في العام 2018 للعاصمة العمانية ولقائه بسلطان عمان الراحل.
كما زار وزير الخارجية العماني السابق يوسف بن علوي إسرائيل عدة مرات.
وبعد وفاة قابوس، والحديث ليعاري، تولي ابن عمه هيثم السلطة من بعده، وتعهد بالمحافظة على سياسته، لكن السلطان الجديد كان لديه بعض التردد فيما إذا كان سيتبع طريق السعودية، ويفتح الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية.
وأشار بالقول: “لعلنا نتذكر أن عمان تتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع إيران الواقعة عبر مضيق هرمز”.
وأضاف: “الضغوط والإيماءات الأمريكية المتسقة، مع التشجيع السعودي الصامت لهذه الخطوة، أدّيا أخيرًا إلى اتخاذ عمان لقرارها”.
وختم يعاري مقاله بالقول: “من الواضح أن سلطنة عمان تسير بحذر، وعلى حبل مشدود بتنفيذ قرارها القاضي بفتح أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي، تمهيدا للتطبيع معها، لكنها تسعى للحفاظ على التوازن من خلال التحركات على الجانبين، رغم أنها مرشحة جادة لتوسيع اتفاقيات التطبيع بجانب جارتيها الخليجيتين في الإمارات والبحرين”.