بالرغم من التنازلات السعودية.. الاحتلال يرفض شرط الدولة الفلسطينية لإقامة علاقات مع الاحتلال
بالرغم من التنازلات التي قدمتها السعودية مقابل التطبيع مع الاحتلال، لم تعجب إسرائيل ولا حكومته المتطرفة شرط إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع، فتسعى الحكومة المتطرفة لإلغاء الدولة الفلسطينية واحتلال كامل فلسطين
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل لن توافق على اتفاق تطبيع مع السعودية إذا كان يتطلب إقامة دولة فلسطينية.
وقال لوكالة بلومبرغ في مقابلة نادرة مع وكالة إعلام أجنبية “إذا ذلك هذا يشكل عائقًا، فستفشل الصفقة”
وقد صرح مسؤولون أميركيون وعرب لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن المملكة العربية السعودية كانت مستعدة قبل حرب غزة للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يتضمن خطوات تمهد الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية في مقابل التطبيع. وقد شددت الرياض من مطالبها في الصفقة بما يخص الفلسطينيين على مدار العام الماضي، وقد أكدت بشكل لا لبس فيه أنها لن توافق على الاعتراف بإسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية.
وقال سموتريتش لوكالة بلومبرغ إن إدارة دونالد ترامب القادمة “تفهم الالتزام بضمان الوجود المستقبلي لإسرائيل”، موضحا أن ذلك ينطوي على إلغاء نموذج الدولتين.
وقال بريان هوك، الذي يقود عملية ترامب الانتقالية في وزارة الخارجية، الشهر الماضي إن خطة ترامب للسلام لعام 2020، والتي تصورت إنشاء دولة فلسطينية شبه متجاورة، من المرجح أن تعود إلى الطاولة.
من جانبه، قال سموتريتش إن فوز ترامب يمنح إسرائيل فرصة لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية في العام المقبل. ويخشى جيران إسرائيل العرب أن تؤدي هذه الخطوة إلى انهيار السلطة الفلسطينية، التي لديها حكم ذاتي محدود على 40% من الضفة الغربية.
ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيدعم مثل هذه الخطة.
وقد دعمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وجزء كبير من المجتمع الدولي تعزيز السلطة الفلسطينية وتمكينها من العودة إلى حكم قطاع غزة بعد الحرب.
وقال سموتريتش لبلومبرغ إنه ونتنياهو يعارضان الفكرة. وكلاهما شبها السلطة الفلسطينية بحماس. ورغم أن السلطة الفلسطينية أعربت عن دعمها لحل الدولتين، فإنها أيضا تدفع رواتب للأسرى الأمنيين وعائلات منفذي الهجمات القتلى.
وبدلاً من ذلك، طرح نتنياهو فكرة مساهمة دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية في إدارة غزة بعد الحرب. ولكن قد أكدت تلك الدول وغيرها من الدول في المنطقة أنها لن تشارك في إدارة غزة أو إعادة إعمارها بعد الحرب دون مشاركة السلطة الفلسطينية.
وقال سموتريتش إن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب ما لم تنجح في تفكيك قدرات حماس على الحكم ــ وهو ما تقول إسرائيل إنها لم تفعله بعد أكثر من 14 شهراً من القتال. وحذرت الولايات المتحدة والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن الفشل في طرح بديل واقعي لحكم حماس، مثل السلطة الفلسطينية، سوف يسمح للحركة بإعادة ملء الفراغات التي خلفتها العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
أكدت القناة 14 الإسرائيلية، إن أي اتفاق تطبيع مع السعودية سيكون مرتبطا بما يحدث في غزة.
جدير بالذكر أن الأسبوع الماضي قدم وزير الخارجية الأمريكي بداية مخطط أولي لحل سياسي في غزة إلا أن الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة تؤخر المناقشات حاليا ومصير هذا المخطط يعتمد على نتائجها.
فيما لفتت القناة إلى أنه في حال فوز كامالا هاريس فمن المرجح أن يصبح المخطط المقترح رسميا وإلا ستتم مناقشة إطار آخر.
والأسبوع الماضي، قال السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام، إنه تحدث مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء، ويعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية قبل نهاية العام.
كذلك قال غراهام لوكالة رويترز من ولاية ميشيغان حيث يشارك في حملة لحشد الدعم للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة دونالد ترامب، إن نتنياهو يؤيد العمل على اتفاق مع السعودية، مضيفا: “أعتقد أن الوقت المناسب للقيام بذلك هو في عهد الرئيس جو بايدن”.
وتابع أن نائبة الرئيس كاملا هاريس “أكثر التزاما باليسار”، ولم تبد اهتماما بالعمل من أجل مثل هذا الاتفاق، لكن بايدن حريص على التوصل لاتفاق، وسيكون قادرا على حشد الأصوات الديمقراطية اللازمة.
والشهر الماضي، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن ملف التطبيع بين الاحتلال والسعودية لا يزال على جدول الأعمال، موضحة أن الرسالة التي استخلصها من ظهور سفيرة المملكة في واشنطن بمؤتمر حضرته شخصيات إسرائيلية هو أن الرياض لا تزال تضع احتمال التطبيع على الطاولة.
وفيما السعودية في واشنطن ريما بنت بندر آل سعود، بولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
وافترض التقرير الإسرائيلي، أنه “في هذا اللقاء أعطي للسفيرة السعودية ضوء أخضر لأن تلتقي وجها لوجه وبشكل غير مسبوق مسؤولين إسرائيليين كبارا، وأن تخطب أمامهم، بل وأن تستمع لخطاباتهم”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إنه لن يكون هناك تطبيع بين المملكة وإسرائيل، دون مسار واضح وموثوق نحو إقامة دولة فلسطينية.
وشدد الوزير في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية على ضرورة وقف “المذبحة” المستمرة بحق المدنيين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن مفتاح تخفيف التصعيد بالمنطقة هو إنهاء الصراع في القطاع.