المرزوقي: معركة “سيف القدس”أفشلت صفقة القرن ومسلسل التطبيع


قال الرئيس التونسي الأسبق د.المنصف المرزوقي “أن معركة سيف القدس الأخيرة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل، شكلت نقطة تحوّل مهمة، حيث أفشلت كل المخططات التي جرى العمل عليها لسنوات لدفن القضية الفلسطينية، مثل صفقة القرن واتفاق ابراهام ومسلسل التطبيع العربي مع اسرائيل”.

 

وتابع: “معركة “سيف القدس” حققت نصرا معنويا وسياسيا رغم تكلفتها البشرية والمادية الباهظة، وهي جولة من جولات الصراع مع الاحتلال وليست الجولة الاخيرة، لأن اسرائيل لن تستسلم لها بسهولة”.

 

وأضاف المرزوقي: “هبّة فلسطينيي الداخل كانت بالغة الاهمية وأزعجت اسرائيل وجعلتها تعيد حساباتها، وأدركت أن الفلسطينيين بالداخل لم يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية، وأنها ذاهبة باتجاه نظام فصل عنصري سيكون المسمار الاخير في نعش الدولة اليهودية”.

 

واستطرد: “هذه المعركة خلطت الاوراق واوقفت الانجرار نحو التطبيع، واعادت القضية الفلسطينية الى مركز الصدارة، وحركت الوجدان الفلسطيني، ووحدت الشعب الفلسطيني”.

 

وأضاف: “رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ارتكب حماقة عندما حاول اللعب بورقة القدس والمسجد الاقصى، واكتشف أنه كان يلعب بالنار”.

وقال المرزوقي: “معركة “سيف القدس” أثبتت خطأ حسابات القوى المعادية للربيع العربي التي اعتقدت أن الربيع انتهى وان الشعوب العربية قد تعلمت درسا قاسيا ولن تعود للتمرد ضد انظمتها القمعية، ولم تدرك تلك القوى ان الشعوب العربية قد انطلقت في مسار تحررها ولا شيء يقف في طريقها”.

 

وشدد على ضرورة استثمار هذا النصر لأن المرحلة القادمة صعبة للغاية والقوى المعادية للربيع العربي لن تستسلم بسهولة، والمسألة بالنسبة لها مسألة حياة او موت.

 

وتابع: “القضية الفلسطينية وثورات الربيع العربي هي معركة واحدة في مواجهة الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي، وأن السنوات العشر الأخيرة كانت هي الاصعب في تاريخ القضية الفلسطينية وبدا الأمر وكأن هذه القضية قد دفنت للأبد، خاصة بعد الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل ومسلسل التطبيع من الدول التي حاربت الربيع العربي”.

 

 

 وأضاف: “هذه المعركة جاءت لتؤكد فشل محاولات فرض الاستسلام، خاصة بعد أن انتفضت الشعوب العربية والاسلامية مرة اخرى واحتضنت القضية الفلسطينية”.

 

وشدد المرزوقي على ضرورة التفريق بين الانظمة التي تآمرت على الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية التي تناضل منذ اكثر من قرن من اجل التحرر من الاستعمار والاستبداد.

 

وفي 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات “وحشية” إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية والمناطق العربية داخل إسرائيل، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، استمرت 11 يوما.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى