التطبيع كان ضروريًا.. كيف برر قيادات السودان التطبيع مع الاحتلال؟
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، أن ملف العلاقة مع “إسرائيل” كان ضروريا لإعادة بلاده إلى المجتمع الدولي، وأعرب البرهان عن أمله في أن تتخذ علاقة السودان مع إسرائيل “شكلا طبيعيا” في النهاية، ويذكر أن البرهان قد عيّن الشهر الماضي البرلماني السوداني السابق، أبو القاسم محمد برطم، الذي يعتبر من أبرز الداعين للتطبيع السريع مع “إسرائيل”، عضوا في مجلس السيادة الانتقالي السوداني.
جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، دفاعه عن تطبيع العلاقات بين السودان و”إسرائيل”، معتبرًا أن الأمر “ليس له علاقة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم”، وأن قيام دولة فلسطينية هو الحل للصراع “الإسرائيلي – الفلسطيني”، وتصريحات البرهان جاءت في وقت أسفر فيه استمرار الغارات والقصف الإسرائيليين على قطاع غزة منذ الأسبوع الماضي عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، بينهم 61 طفلا.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، وقّعت الخرطوم اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة التي شطبت بعد بضعة أشهر من ذلك السودان من قائمتها للدول الراعية “للإرهاب”، وفي الأشهر الماضية، طبّعت ثلاث دول عربية أخرى، هي الإمارات والبحرين والمغرب، علاقاتها مع “إسرائيل” برعاية الولايات المتحدة.
ألقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، كلمة خلال ملتقى تطبيعي افتراضي ينظمه طلبة إسرائيليون، ويشارك فيه لأول مرة طلبة من السودان، وبرر البرهان تطبيع الخرطوم مع الاحتلال الإسرائيلي وتوقيعه على اتفاقيات بين الطرفين، مضيفا أن ذلك “يعود إلى اقتناعنا بأهمية نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب بمختلف أديانهم وأعراقهم”.
وقال: “توقيعنا على اتفاقات إبراهيم، يأتي انطلاقًا من سعينا الصادق إلى تأكيد وإرساء قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي، واحترام الحريات والأديان وقبول الآخر”، مشددا على أهمية دور الشباب في بناء السودان، وقال البرهان إننا “نستشرف عهدا جديدا من الحرية والسلام والعدالة، سيبنيه الشباب والطلاب”.
اعتبر رئيس مجلس السيادة فب السودان عبد الفتاح البرهان، أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ليس غاية في حد ذاته، مؤكدًا أنه لن يقود إلى منفعة مباشرة، وقال البرهان: “أمريكا ليست جمعية خيرية تعطي بلا مقابل، فقط علينا أن نحسن التعريف ببلدنا وموارده وما يُمكن أن تجنيه أمريكا وما يُمكن أن نستفيده نحن، فنحن لا نريد بأي حال أن نكون اليد السفلى”.
وأضاف: “السودان لديه الأرض البِكر والماء الزلال والموقع الجغرافي المتفرد، فالسودان قلب العالم، إضافة إلى الثروات الطبيعية والحيوانية والتنوع البشري وتعدد المناخ”، وحول خشيتهم من أي تأثير للإدارة الأمريكية الجديدة على ملفي حذف السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب، والتطبيع مع “إسرائيل”، قال البرهان: “أمريكا دولة مؤسسات.. ولا أرى علاقة لموضوع إقامة علاقة مع “إسرائيل” بما قلت، هو مع “إسرائيل” وليس مع أمريكا”.
وفي 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس نيته رفع السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”، التي أدرج عليها عام 1993، لاستضافته آنذاك زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وفي اليوم ذاته، أعلن السودان موافقته على تطبيع علاقته مع “إسرائيل”، تاركا مسألة إبرام اتفاق بهذا الخصوص للبرلمان المقبل، ليكون بذلك البلد العربي الخامس الذي يوافق على التطبيع، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).