الاحتلال يزيد الشقاق بين المغرب والجزائر

تلعب إسرائيل بالتعاون مع الإمارات دورًا كبيرًا في زيادة الشقاق بين المغرب والجزائر، من خلال تعزيز المخاوف بين البلدين.

ونبه الناشط الحقوقي المغربي، في تصريح صحافي، إلى طبيعة الخطورة التي يمثلها الكيان الصهيوني في المغرب وفي غيرها من البلدان التي يحل فيها.

 وحذر من المشروع التخريبي الصهيوني في البلدان المغاربية، وبث الصراع بينها، خاصة بين المغرب والجزائر، بالإضافة إلى تشجيع محاولات الانفصال العرقية، وأكد أن التطبيع والانفصال وجهان لعملة واحدة تتمثل في خراب المنطقة على يد الحركة الصهيونية.

وتلعب الإمارات دور مشبوه في منطقة المغرب العربي بالتعاون مع دولة الاحتلال، للإضرار بالجزائر الرافضة لإقامة علاقات مع الاحتلال، في محاولة منها لإثارة فوضى بالمنطقة.

رأى سياسيون ونشطاء جزائريون أن الإمارات وإسرائيل وجهان لعملة واحدة في العمل على اختراق دول المغرب الكبير وإحداث الفوضى فيها بما يعرقل أي محاولة للانتقال الديمقراطي فيها، وأهم تلك الاتهامات هو ما جاء على لسان عبدالقادر قرينة، رئيس حركة البناء الوطني الإسلامي الجزائري.

وفي وقت سابق، اتهم قرينة، الإمارات بلعب دور مشبوه في المنطقة، في أعقاب الانقلاب العسكري الجاري في النيجر، مشيرا إلى أن لديه معلومات بخصوص دفع أبو ظبي للنظام الحاكم بموريتانيا إلى عقد صفقات مشبوهة مع حكومة الاحتلال، أبرزها وضع مطار عسكري تحت تصرفاتها ثم التطبيع في مرحلة لاحقة.

وتحدث بن قرينة عن زيارة سرية لوزير دفاع موريتانيا إلى إسرائيل.

وقال بن قرينة الذي يشارك حزبه في الحكومة الجزائرية، إن “دولة خليجية وظيفية، هي دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة”.

وتحدث بما يؤكد أنه يقصد الإمارات، أن هذه الدولة هي من كانت وراء الخلافات بين قطر والسعودية، ووراء استفحال الأزمة في اليمن من خلال الوقوف وراء التحالف بين عبد الله صالح وجماعة الحوثي.

وأضاف أن الإمارات أرادت أن تشتري مطارا عسكريا في موريتانيا من أجل الغرض نفسه.

وتابع: “يقال ولم نرَ تكذيبا من السلطات الموريتانية، أن مسؤولا رفيعا في موريتانيا زار الكيان الصهيوني مؤخرا من أجل هذا المطار، حيث سيكون مموّلا من الدولة الخليجية ويكون فيه الكيان الصهيوني”.

وأشار بن قرينة إلى أن نفس الدولة الخليجية كانت وراء إحداث الأزمة في السودان.

وتعرضت الإمارات لهجوم إعلامي غير مسبوق في الجزائر، حيث تحدثت صحيفة “الخبر الجزائرية” في مقال لها، عن “تسخير الإمارات إمكانات مالية ومادية ضخمة من أجل محاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة خاصة الجزائر”. 

وتسعى إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول المحيطة بالجزائر، مثل تونس والمغرب والنيجر وموريتانيا.

واستطاعت حكومة الاحتلال استغلال الخلافات الكبيرة بين المغرب والجزائر لتطبيع علاقاتها معها عام 2020.

بينما كانت اتجهت المغرب للتطبيع مقابل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء الغربية، وفي إطار الصراع مع الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، وتتسابق المغرب في التسليح مع الجزائر التي ترفض التطبيع مع الاحتلال.

وكانت المغرب من أكثر الدول العربية تعاونًا في المجال العسكري مع الاحتلال، من خلال الزيارات المتبادلة بين الجانبين، ومن خلال افتتاح شركات دفاعية إسرائيلية لفروع لشركاتها بالمغرب، وبيع أسلحة متطورة لها.

وكشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء، عن مستويات قياسية بلغتها الصادرات العسكرية الإسرائيلية.

 وقالت الوزارة، إن واحدة من كل أربع صفقات تعلقت بأنظمة الطائرات المسيرة، بينما شكلت “الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي” 19 في المئة من مجمل الصادرات.

 ووفق بيانات الوزارة فإن الصادرات تضاعفت خلال السنوات التسع الماضية.

وأظهرت البيانات المتعلقة بمناطق التصدير وجود قفزة نوعية في الصادرات إلى الدول العربية التي وقعت مع إسرائيل اتفاقيات التطبيع.

وبلغت عائدات الصادرات 853 مليون دولار إلى هذه الدول في العام 2021، مقابل 2,96 مليار دولار في العام 2022، لترتفع من 9 إلى 24 في المئة من إجمالي هذه الصادرات. ولم تقدم وزارة الدفاع الإسرائيلية مزيدا من التفاصيل.

وقال المدير العام للوزارة، إيال زامير، في بيان: “يزيد عدم الاستقرار العالمي من الطلب على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والطائرات المسيرة والصواريخ، نعمل باستمرار للحفاظ على قدراتنا وتعزيزها”.

ومن المقرر أن يوافق البرلمان الألماني الأربعاء على شراء أنظمة دفاع جوي إسرائيلية من طراز سهم-3 في صفقة تقدر قيمتها بما يقارب 4,3 مليار دولار.

وتأتي هذه الصفقة وسط تحرك الدول الأوروبية لتعزيز قدرتها الدفاعية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى