استغلالًا لخوف الأنظمة.. إسرائيل تزيد صادرات السلاح للدول المطبعة

في الوقت التي لم تحقق فيه أي من الدول العربية المطبعة مصلحة حقيقية من التطبيع، كانت إسرائيل هي المستفيد الأول من التطبيع من خلال الانفراجة من عزلتها العربية والفوائد الاقتصادية من انتشار التجارة مع الدول العربية، وفتح المجال الجوي أمام طائراتها.
وفي 2020 قادت الإمارات التطبيع العربي مع الاحتلال، وفق اتفاقية أبراهام، والتي شملت البحرين والمغرب والسودان، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1979 كانت مصر أول دولة توقع اتفاقية سلام مع الاحتلال بموجب اتفاقية كامب ديفيد، تلاها الأردن بتوقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994.
وكان الدافع الرئيسي للتطبيع العربي هو الخوف، وهو ما استغله الاحتلال لترويج عملية التطبيع، فالإمارات طمعت في الأسلحة الإسرائيلية لحماية أجوائها من هجمات جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران.
بينما كانت اتجهت المغرب للتطبيع مقابل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء الغربية، وفي إطار الصراع مع الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، وتتسابق المغرب في التسليح مع الجزائر التي ترفض التطبيع مع الاحتلال.
وكانت المغرب من أكثر الدول العربية تعاونًا في المجال العسكري مع الاحتلال، من خلال الزيارات المتبادلة بين الجانبين، ومن خلال افتتاح شركات دفاعية إسرائيلية لفروع لشركاتها بالمغرب، وبيع أسلحة متطورة لها.
وكشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء، عن مستويات قياسية بلغتها الصادرات العسكرية الإسرائيلية.
وقالت الوزارة، إن واحدة من كل أربع صفقات تعلقت بأنظمة الطائرات المسيرة، بينما شكلت “الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي” 19 في المئة من مجمل الصادرات.
ووفق بيانات الوزارة فإن الصادرات تضاعفت خلال السنوات التسع الماضية.
وأظهرت البيانات المتعلقة بمناطق التصدير وجود قفزة نوعية في الصادرات إلى الدول العربية التي وقعت مع إسرائيل اتفاقيات التطبيع.
وبلغت عائدات الصادرات 853 مليون دولار إلى هذه الدول في العام 2021، مقابل 2,96 مليار دولار في العام 2022، لترتفع من 9 إلى 24 في المئة من إجمالي هذه الصادرات. ولم تقدم وزارة الدفاع الإسرائيلية مزيدا من التفاصيل.
وقال المدير العام للوزارة، إيال زامير، في بيان: “يزيد عدم الاستقرار العالمي من الطلب على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والطائرات المسيرة والصواريخ، نعمل باستمرار للحفاظ على قدراتنا وتعزيزها”.
ومن المقرر أن يوافق البرلمان الألماني الأربعاء على شراء أنظمة دفاع جوي إسرائيلية من طراز سهم-3 في صفقة تقدر قيمتها بما يقارب 4,3 مليار دولار.
وتأتي هذه الصفقة وسط تحرك الدول الأوروبية لتعزيز قدرتها الدفاعية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.