إسرائيل تستغل الهواجس الأمنية للدول العربية لزيادة صادرتها من السلاح
استغلت إسرائيل الهواجس الأمنية لدى عدد من الدول العربية لتمرير اتفاقيات التطبيع، والاستفادة منها لاحقًا من خلال صفقات بيع السلاح لتلك الدول.
واستغل الكيان المحتل الخلافات بين المغرب والجزائر وسباق التسلح بينهم، لدعم الجانب المغربي بالسلاح.
وعلى الجانب الآخر استغلت هجمات جماعة الحوثي، التابعة لإيران، والتي قامت بهجمات في قلب السعودية وإيران، للتطبيع العسكري مع عدد من الدول الخليجية، مثل الإمارات والبحرين، والحديث عن اقتراب التطبيع السعودي.
وفي 2020 قادت الإمارات التطبيع العربي مع الاحتلال، وفق اتفاقية أبراهام، والتي شملت البحرين والمغرب والسودان، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
ومؤخرًا، تسلمت الرباط منظومة الدفاع الإسرائيلية باراك إم إكس رغم عدم إعلان الدولة العربية رسميا عن تلك الخطوة.
وقال موقع “هسبريس” المغربي، إنه يبدو واضحا أن الرباط تسلمت المنظومة الإسرائيلية مستشهدة بنشر مواقع مهتمة بالشأن العسكري تسريبات وصور لمنظومة باراك إم إكس على الأراضي المغربية.
وأشار الموقع أن التسريبات المذكورة تؤكد صحة المعلومات التي أوردتها في وقت سابق صحيفة هاآرتس العبرية، والتي أوضحت أن الرباط طلبت رسميا شراء المنظومة من تل أبيب خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني جانتس للمغرب في فبراير/ شباط 2022 والذي وقع خلالها اتفاقية للدفاع بين البلدين.
يسمح نظام باراك إم إكس بتدبير ثلاثة أنواع من الصواريخ الاعتراضية من عائلة باراك لشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية.
ويذكر أن المغرب قد حصل على طائرات إسرائيلية بدون طيار من طراز هيرون، التي تنتجها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، وطائرات بدون طيار أخرى من بلو بيرد، بالإضافة إلى الأنظمة الدفاعية إلبيت سيستيمز ونظام مضاد للطائرات بدون طيار من نوع سكاي لوك.
وفي عام 2020، سجّلت إسرائيل رقمًا قياسيًّا لصادراتها من الأسلحة بلغ 12 مليارًا و556 ألف دولار، دُفع نحو ربعها من قبل الانظمة العربية الموقّعة على “اتفاق أبراهام”، وفق ما نشرت وزارة الأمن الإسرائيلية.
ويشير التقرير إلى أن أرقام عام 2022 تمثّل زيادة بنسبة 50% قياسًا على ما صدّرته إسرائيل من السلاح في الأعوام الثلاثة السابقة، وبنسبة الضعف قياسًا على ما صدّر في العقد الماضي.
وشكّلت الطائرات المسيّرة نحو 25% من الصادرات، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، نحو 19%، وأنظمة الرادار والحرب الإلكترونية 13%، ومعدّات وإلكترونيات الطائرات الحربية المأهولة 5%.
ذكرت الوزارة الإسرائيلية أن 24% من صادرات الأسلحة كانت إلى دول “اتفاق أبراهام” التطبيعي، بما يعادل ثلاثة مليارات دولار. ويضم الاتفاق الإمارات والبحرين والمغرب، فيما يعدّ السودان من الدول الموقّعة عليه بحكم الأمر الواقع، رغم أن الأمر لا يزال ينتظر الصفة الرسمية عبر إقرار البرلمان الذي لا يزال أمره معلّقًا في انتظار تجاوز الفرقاء السودانيين خلافاتهم.