أبعد من مجرد تطبيع للعلاقات.. ما هي خفايا التطبيع بين الإمارات والبحرين والاحتلال؟

 

تطرق جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في كتابه “التاريخ العاجل” لتفاصيل هامة حول ملف تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير. وأصدر كوشنر، مؤخرا، كتاب “التاريخ العاجل”، الذي سرد فيه بعضا من مذكراته إبان توليه منصب مستشار بالبيت البيض، خلال فترة رئاسة صهره ترامب.

 

وكشف صهر الرئيس الأمريكي السابق، بعضا من الأحداث حول الملف السوداني، حيث كتب كوشنر: “قام الوزير بومبيو برحلة خاصة إلى السودان، وهي دولة ذات أغلبية عربية تقع في شمال أفريقيا. وأكد خلال اجتماعه مع قادة الفصائل الحاكمة في السودان احتمال أن يكون السودان منفتحًا على الانضمام إلى الاتفاقية الإبراهيمية أي التطبيع”. وأضاف: “أولاً، أراد السودانيون حل العديد من القضايا. كان طلبهم الأكثر إلحاحًا هو شطبهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب في أمريكا. حيث أدى وجوده في تلك القائمة إلى منع السودان من تلقي المساعدة من الولايات المتحدة ووضعه في فئة الجهات الفاعلة السيئة مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا”. وتابع: “حصل السودان على مكانته في القائمة لدعم حماس وتوفير ملاذ آمن لأسامة بن لادن ورفاقه الإرهابيين في القاعدة، الذين عملوا من داخل السودان لتنسيق التفجيرات المميتة لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في عام 1998 ويو إس إس كول (البارجة الأمريكية) في عام 2000”.

 

وزاد كوشنر في مذكراته: “في عام 2019، أطاح البلد بدكتاتوره الوحشي عمر البشير، الذي حكم لأكثر من ثلاثة عقود وارتكب فظائع ضد الشعب السوداني.. كانت حكومة انتقالية تتجه ببطء نحو الديمقراطية. في مقابل شطبه من القائمة، وافق السودان على دفع 335 مليون دولار لحكم قضائي لضحايا تفجيرات 1998 و2000. كما وافق على التطبيع مع إسرائيل”. وأكمل مستشار ترامب السابق، قائلا: “لم تكن لدينا أوهام بشأن الوضع المضطرب في السودان، لكننا رأينا مصلحة البلد على أنها وسيلة للولايات المتحدة لمنحها فرصة لرسم مسار جديد. في كثير من الأحيان في الدبلوماسية، نسمح بخطايا الماضي لمنع فرص التغيير”. وأوضح: “حمل السودان للانضمام إلى الاتفاقية الإبراهيمية قيمة رمزية أيضًا. في عام 1967، بعد انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة، اجتمعت جامعة الدول العربية في العاصمة السودانية وأصدرت قرار الخرطوم سيئ السمعة. كانت هذه الوثيقة البغيضة قد أعلنت ’اللاءات الثلاث‘: لا سلام مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل”.

 

وأضاف: “بعد جهد دبلوماسي مكثف، أصدرت الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان بيانًا مشتركًا في أكتوبر: ’اتفق القادة على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين دولهم‘. وأشار البيان إلى أن البلدين سيبدآن علاقات اقتصادية وسيجتمعان في الأسابيع المقبلة للتفاوض حول مجالات التعاون المحتملة.. في كانون الأول/ديسمبر”. وزاد: “ومع ذلك، ظهرت قضية أخرى. أراد السودان أن تمنح الولايات المتحدة بلادهم حصانة سيادية، وتعويض قيادتها الجديدة من المسؤولية القانونية عن الأفعال التي ارتُكبت في عهد الديكتاتور السابق عمر البشير. لهذا، كنا بحاجة إلى موافقة تشريعية”. وتابع: “منح الكونغرس حصانة سيادية في مشروع قانون الإنفاق لنهاية العام، والذي وقعه ترامب في 27 ديسمبر. وضمن هذا مشاركة السودان في اتفاقيات أبراهام واستمر في التحول الإيجابي في الشرق الأوسط”.

 

وبيّن مستشار ترامب، أن “وزير الخارجية مايك بومبيو وآفي وروبرت أوبراين وديفيد فريدمان وبقية فريقي، شغلوا مقاعد في الصف الأول. الأهم بالنسبة لي، كانت إيفانكا هناك، مع والدي وشقيقتي، دارا ونيكي، الذين أتوا لمساعدتي في الاحتفال بهذا الإنجاز”. واستطرد: “أعلن ترامب من جنوب الرواق تغيير مجرى التاريخ بعد عقود من الانقسام والصراع، وبزوغ فجر شرق أوسط جديد. ومن ثم بدأ القادة الأربعة بالاطلاع على الوثائق التي أعددناها لهم. لقد زودنا كل قائد بنسخ من وثائق التوقيع الخاصة بهم باللغات العربية والعبرية والإنجليزية”.

 

وكشف أنه “في فورة النشاط للتحضير للحدث، لم يقم أحد بتمييز خطوط التوقيع بوضوح حتى يعرف القادة مكان التوقيع على المستندات التي لم تكن في لغتهم الأم. بحث القادة عن مساعديهم ولكن دون جدوى. في الفترة التي سبقت الحدث، كان الجميع يتطلعون إلى الظهور في الصور التاريخية، لذلك صممت الحدث لإبعاد جميع الموظفين عن القادة وبعيدا عن الكاميرا”. واعتبر كوشنر أن “القادة استحقوا أن يكونوا النقطة المحورية للحدث. كانوا هم الذين خلقوا الظروف وخاطروا لصنع السلام. سرعان ما بدأ القادة في مساعدة بعضهم بعضا في معرفة مكان التوقيع، والتقط المصورون تفاعلاتهم بسلسلة من الصور التي لا تنسى، والتي سلطت الضوء على شخصياتهم المميزة. عندما أنهى ترامب الحفل، وقفنا جميعا وهللنا”. وأشار إلى أنه “في غرفة الطعام الرسمية، حاولت أن أستمتع باللحظة. شاهدت نتنياهو وهو يتناول وجبة طعام ويتفاعل بشكل جماعي مع وزيري خارجية البحرين والإمارات. بدأ هؤلاء الخصوم السابقون في تكوين صداقة عميقة ودائمة. كنت آمل وأعتقد أن هذا اليوم يمثل بداية تغيير دائم من شأنه أن يحسن حياة الملايين”.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button