ياسر بن حمران: صوت سعودي جديد لصقل التطبيع وتثبيت قواعده

ياسر بن حمران: صوت سعودي جديد لصقل التطبيع وتثبيت قواعده

متباهياً بتوافد مزيد من الخونة العرب على حمل أفكار كيانهم المحتل الغاصب، قام حساب “إسرائيل بالعربية” على تويتر بتقديم الشكر لرجل الأعمال السعودي ياسر بن حمران لما أطلق عليه “مساعيه الحميدة والفردية” لنشر ثقافة السلام في العالم، مشيراً بذلك إلى جهود بن حمران في ترسيخ قواعد الاحتلال في المنطقة وتعزيز ادعاءاته بأنه كيان صاحب حق جاء ليستعيده.

على مدار الـ ٢٤ ساعة أخيرة، كان ياسر بن حمران هو الشغل الشاغل للإعلام الإسرائيلي، حيث تم الاحتفاء به على نطاق واسع، وخاصة من خلال حساب “إسرائيل بالعربية”، بعد أن بادر الأخير بالترويج لما يُسمى بمبادرة “منظمة السلام الإبراهيمي” داعياً الجميع لتبينيها تابعين خطى يهود المغرب، مع إعطاء بشرى لكل محبي التطبيع بأن هذه المبادرة قريباً ستجد لها موضع قدم في لندن ما يخدم “مصلحة الإنسانية والعيش في مستقبل آمن” كما ادعى بن حمران.

Image result for ياسر بن حمران واسرائيل

لقد رأى الكيان المحتل أن السلام سيتعزز بانضمام ياسر بن حمران وأمثاله لمثل هذه المبادرات والترويج لها في المنطقة. لكن ما نعلمه جميعاً أن السلام في وجهة نظر الصهاينة يعني أن تختفي فلسطين من الوجود، وألا يبقى لها ولا لشبعها وتراثها أثراً على وجه الأرض.

السلام الإسرائيلي يعني أن يتمتع الصهاينة بحقوق المواطنة بصورة طبيعية على الأراضي الفلسطينية كلها، بما فيها فلسطين ما بعد حدود 1967، والتي بالرغم من أنها حدود ظالمة تجحف حق الفلسطينيين في أراضيهم التي استولت عليها العصابات الصهيونية إبان نكبة 1948، إلا أنها حفظت لهم حقهم في الضفة الغربية وغزة والقدس، واعتبرت أن الذي يقطنون تلك الأراضي من الإسرائيليين هم مستوطنين، مبانيهم غير شرعية وفقاً للقانون الدولي، ولا يجب الاعتراف بشرعية تواجدهم هناك ولا حتى التعامل معهم من الناحية التجارية، إذ تُفرض مقاطعة على المنتجات الفلسطينية التي تصدرها تلك المستوطنات غير القانونية.

هذا هو السلام الذي يدعو إليه ياسر بن حمران -ابن قبيلة قحطان السعودية- وهو ذاته السلام الذي يحتفي الكيان المحتل به وبالدعاة إليه ويبذل في سبيل تحقيقه كل غال ونفيس.

الأكثر إثارة للاشمئزاز، لم يكن دعوة بن حمران لمثل هذا السلام الدامي، بل نشره صورة من الحرم المكي الشريف، مدمج بها ورقة مكتوب عليها “شالوم شابات”، وهي عبارة عبرية معناها “سبت مبارك”، وهي صورة قديمة تعود لعام 2019، لكن بن حمران أعاد نشرها مرة أخرى معتدياً على قدسية المكان، ومحاولاً إلصاقها بأهمية التطبيع وضرورته وكيف أنه يساعد على نشر ثقافة السلام وأنه كذلك منظر “يعكس السلام الداخلي”.

إن التأكيد على هذه المعاني النبيلة باستخدام هذه الوسائل الخسيسة هو من أحط ما يمكن لبشر أن يفعله، لا يمكن أبداً إقناع البشرية بأن السلام يكمن في تمجيد القاتل المحتل المغتصب والتعاون معه، والسماح له باستكمال مشروعه الدموي العنصري القائم في الأساس على الإبادة الجماعية للفلسطينيين، لا يُعقل هذا أبداً.

لا يُعقل أن نرجع إلى الدين ونستشهد بآيات مثل “لكم دينكم ولي دين” للتأكيد على حق اليهود في ممارسة عباداتهم بحرية -وهو حق لم ينكره أحد- لكن نتجاهل الدين حين يصبح الحديث عن معلم إسلامي عريق مثل المسجد الأقصى الشريف- ثالث الحرمين وأولى القبليتين، والذي يسعى الكيان المحتل لهدمه والتخلص منه نهائياً.

لا يجب ومن غير المقبول أبداً أن يتم دائماً الخلط بين اليهودية كديانة وبين الصهيونية كمخطط قذر ووحشي كي يصبح التعامل مع هذا الملف بحساسية مفرطة لئلا يقع أحد محظور “معاداة السامية”، كما لا يجب الخلط بين احترام اليهودية كديانة وبين ضرورة تقبل إسرائيل كدولة، بالطبع لا يستويان أبداً، فهذا دين سماوي من المؤكد أنه لا يحمل في تشريعاته أي دعوة لاغتصاب حقوق الآخرين، وهذا كيان محتل لا يقوم إلا على اغتصاب حقوق الآخرين.

نهنأك الآن يا بن حمران على احتفاء الصهاينة بك، وقد نهنأك قريباً بفوزك بجائزة أسوأ شخصية في العالم.

اقرأ أيضًا: نحو مزيد من العار.. تأسيس رابطة الجاليات اليهودية في الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى