هل اقترب التطبيع السعودي مع إسرائيل؟

تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في مساعيها الرامية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وذلك رغم حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي.

قامت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بنشر تقريرا أعده مراسلها للشؤون السياسية إيتمار آيخنر، أشارت فيه إلى أن الولايات المتحدة تعتقد بشدة بإمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية، وذلك في ظل تواصل العدوان على قطاع غزة.

من جانبها، ذكرت الصحيفة أن “الهجمة الإيرانية غير المسبوقة الأسبوع الماضي التي أحدثت وحدة قوى تاريخية لسلسلة من الدول بينها إسرائيل، الولايات المتحدة، بريطانيا، الأردن، ومن المتوقع لها ربما أن تسرع أوجه تعاون أخرى وبعيدة المدى”.

واضافت إن “مسؤولين أمريكيين كبار يقولون؛ إن الاحتمالات لاختراق طريق في الاتصالات للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، تتعاظم بشكل كبير الآن”.وأضافت أن مسؤولا كبيرا في محيط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، “يرى أن هناك تقدما واسعا في الاتصالات.

وقال الكاتب إن الجمهور سيفاجأ بأن نتنياهو مستعد لأن يسير في استعداده لإشراك السلطة الفلسطينية في إعمار غزة في اليوم التالي لحماس، وكذا في التصريحات المؤيدة لدولة فلسطينية مجردة من السلاح في المستقبل”، في سبيل التوصل إلى اتفاق مع السعودية.

ولفت إلى أن الساحة السياسية في دولة الاحتلال “تفهم أن التغيير في موقف نتنياهو مقابل التطبيع مع السعودية، يمكن أن يؤدي إلى تفكيك فوري للحكومة. في نهاية الأسبوع نشر وزير الدفاع السابق فيغدور ليبرمان في الشبكات خطة نتنياهو، الذي على حد قوله معني بالاعتراف بدولة فلسطينية وبتطبيع العلاقات مع السعودية”.

فيما شددت الصحيفة العبرية على أن “الأمل في التوصل إلى صفقة التطبيع يتجدد على خلفية المواجهة بين إسرائيل وإيران”، حسب زعمها.

جدير بالذكر أنه قد تصاعدت التوترات بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، عقب استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بغارة إسرائيلية مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي دفع طهران إلى شن أول هجوم عسكري في تاريخها ضد “إسرائيل” الأسبوع الماضي.

وفي سياق متصل، قال موقع “أكسيوس” إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يخطط لزيارة السعودية مرة أخرى نهاية هذا الأسبوع بعد رحلته إلى الصين.

ونقل الموقع نقلًا عن مسؤولين أمريكيين اثنين ومسؤول عربي أن بلينكن سيشارك في اجتماع خاص للمنتدى الاقتصادي العالمي سيعقد في الرياض يومي 28 و29 نيسان/ أبريل.

كما يتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبعض زعماء المنطقة.

وتأتي زيارة بلينكن المتوقعة ضمن الجهود التي تقوم بها إدارة بايدن من أجل التمهيد لصفقة كبيرة محتملة تطبع من خلالها العلاقات بين السعودية وإسرائيل. على الرغم من أن العديد من المسؤولين الأمريكيين يصفون الأمر بالهدف بعيد المنال.

ومن المتوقع أن يزور بلينكن كذلك إسرائيل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، قد أجل رحلته إلى السعودية قبل ثلاثة أسابيع بعد إصابته بكسر في ضلعه. وكان من المقرر أن يناقش فيها مع بن سلمان مسودة معاهدة الدفاع الأمريكية السعودية والتفاهمات المتعلقة بالدعم الأمريكي للبرنامج النووي المدني السعودي، والذي قد يمهد الطريق للتطبيع مع إسرائيل.

ويأمل المسؤولون الأمريكيون في التوصل إلى اتفاق ثنائي مع السعوديين وربما تقديمه إلى نتنياهو، الذي سيتضمن جانبه من الصفقة الالتزام بمسار يؤدي إلى حل الدولتين.

واعترف مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية بأن فرص تحقيق اتفاق سلام تاريخي قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ضئيلة جدًا.

وتشمل العقبات التي تعترض هذه الصفقة الضخمة الحرب في غزة، واعتماد نتنياهو على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، والسياسة الداخلية الأمريكية.

وتضع السعودية شروطًا قبل المضي بهذه الصفقة أهمها إنهاء الحرب في غزة والتزام إسرائيل بمسار لا رجعة فيه لتحقيق حل الدولتين.

ولا يبدو أن نتنياهو يتجه نحو إنهاء الحرب. وهو لا يعارض حل الدولتين فحسب، بل يرفض مجرد فكرة السماح للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور في حكم غزة بعد الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى