المطبع أحمد الفراج.. انعكاس موقف النظام السعودي تجاه إسرائيل

المطبع أحمد الفراج.. انعكاس موقف النظام السعودي تجاه إسرائيل
في سابقة غير معهودة في بلادنا العربية عامة، وغير معهودة في المملكة السعودية على وجه الخصوص، هرول كتاب سعوديون إلى الثناء المبالغ فيه على حكومة دولة الاحتلال بعدما تولى محمد بن سلمان ولاية العهد، حيث كتب الصحافي السعودي أحمد الفراج مقالة يثني فيها على رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نتنياهو حينما انتقد الاتفاق النووي ع إيران في كلمة ألقاها في الكونغرس الأمريكي، معتبرا ذلك بطولة نادرة من نتنياهو.

افتتح الفراج مقالته بأن نتنياهو تلقى دعوة من عضو مجلس النواب الأمريكي لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي بشقيه، النواب والشيوخ، وأكد الفراج خلال مقالته أن نتنياهو بحضوره القوي سيكون له تأثيره القوي على تحجيم اتفاق إدارة أوروبا النووي مع إيران، آملا أن يوفق نتنياهو في إقناع الكونغرس بموقفه الرافض للاتفاق.
“أحمد الفراج: “لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى
تلك الكلمة التي رددها النبي في حق ربه، استخدمها الفراج للثناء على موقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فجعلها عنوانا لمقالته، وهو ما أغضب الرأي العام العربي عامة والسعودي خاصة وفقا لما رصدته وسائل إعلام عربية على صفحات رواد منصات التواصل الاجتماعي، وقد عبر الكثير من أبناء الخليج عامة والشعب السعودي خاصة بأن ذا الموقف مرفوض، ولا يقبل به إنسان عنده دين أو حمية عربية، لأن نتنياهو في نظر التاريخ والشعوب مجرد مجرم حرب على رأس دولة محتلة.
من جانبه عاود الفراج نشر مقالته مرة أخرى بعدما أعتذر عن العنوان لكنه زاد تمجيدا في نتنياهو معتبرا إياه حائط صد في وجه الجماعات المتطرفة المدعومة من إيران حسب زعمه، وأن إسرائيل مهمة لحفظ الاستقرار في المنطقة، بل ويعلنها صراحة بأنه ضد ثورات الربيع العربي التي أسقطت عددا من الأنظمة العربية المستبدة في المنطقة، والتي تباكى عليها الفراج مثل غيره من الكتاب المداحين للسلطة الفرعونية في دول العرب.
حارب الفراج أيضاً الثورات بحجة رفضه للإسلام السياسي، متهما مصطلح الإسلام السياسي بأنه الأم الرؤوم للتنظيمات الإرهابية.
“أحمد الفراج: “نتنياهو سيخدم مصالحنا في الخليج
دعوة إلى إفساح المجال لفرض قبول نتنياهو ودولة الاحتلال في الواقع العربي كشريك يقدم مصالح العرب على غيرها، قال الفراج إن نتنياهو “سيخدم مصالحنا أكثر من غيرها”، وحتى أكثر من النظام الأمريكي الذي يعد شريكا تاريخيا للمملكة، لذا فقد طالب جمهوره في مقالته بموافقته الرأي في أن نتنياهو يجب أن يكون شريكا استراتيجيا.

من الجدير بالذكر، أن اعتذار الفراج عن عنوان مقالته المُشار إليها قد زاد الطين البلة، حيث كشف الفراج عما في صدره ناحية دولة الاحتلال الصهيوني، وناحية دولة فلسطين العربية المحتلة، فقال بأنه لا يحمل في صدره أي كره ولا بغض لدولة إسرائيل، وفي الوقت ذاته لا يحمل أي تعاطف في قلبه لشعب دولة فلسطين، بل إنه يرى هو وأمثاله من كتاب السلطة بأن المقاومة الفلسطينية إحدى التنظيمات الإرهابية، وخاصة لما أقدمت حكومة بن سلمان على اعتقال عدد من حركة حماس يقيمون في السعودية، وهو ما أفصح عنه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بعد أشهر من التفاهمات مع حكومة المملكة التي أصرت على عدم إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
اقرأ أيضًا: “أمّ هارون”: عندما تروج الدراما للتطبيع وتزييف التاريخ